وبحسب موقع هيئة الإحصاء الإلكتروني، فإن البطالة وصلت إلى (12.9%). ومن الملاحظ أن نسبة البطالة لحاملي الشهادة الثانوية هي (11.2%) وهي أقل من حاملي البكالوريوس (18%)، والأقل منهم جميعا هم حاملو شهادات الدبلوم (8.8%). واعتقد أن أصحاب الدبلوم يملكون مهارة ولذلك هم أقل نسبة بطالة بين باقي الفئات أو ربما أن سوق العمل يحتاجهم أكثر.
وهناك الكثير من الشواهد والقصص تدل على أهمية ذلك، فقد ذُكر في كتاب «قصص أعجبت طلابي» أن شابا من عُمان في سن 24 كان (أمّيا) لا يقرأ ولا يكتب، فتعلم عن طريق معهد اللغة العربية والإنجليزية معا، ثم مباشرة التحق بدورات مكثفة ومتتابعة في البرمجة حتى اكتساب مهارة، وكان ذلك كفيلا في أن يفتح له عدة أبواب وظيفية في زمنه ووقته، وقد نافس من هم يحملون الشهادات الجامعية. وكل زمن له مفاتيحه وتخصصاته. وهناك في العادة نشرات وقوائم تبين أهم الوظائف ومجالات التخصص المستقبلية (العشر السنوات القادمة على سبيل المثال). ويمكن للشباب اختيار التخصص أو المهارة بناء على ذلك، فالتخطيط المسبق يسهل ويساعد في الحصول على الوظيفة أو الانخراط في الأعمال الحرة والتجارة.
ولو قمنا ببحث عن أهم الوظائف على الإنترنت فسنجد الكثير منها الذي سيغير نظرتنا إلى التخصصات التقليدية التي اعتدنا عليها. وبحسب جريدة الشرق الأوسط (7 صفر 1439هـ)، فقد أصدر المكتب الأمريكي لإحصاءات العمل قائمة للوظائف المطلوبة بين عامي 2016 - 2026 وكان على رأس القائمة: معالجون فيزيائيون، ممرضات متمرّسات، معلمو المدارس الابتدائية، مديرو الكومبيوتر وأنظمة المعلومات، الاختصاصات الصحية ما بعد التعليم الثانوي، مديرو الخدمات الطبية والصحية، محللو الإدارة، محللو أبحاث السوق ومتخصصو التسويق، المحامون، المحاسبون والمدققون وغيرها. وحين يقوم الطلاب بالبحث الجيد سيجدون قوائم متعددة. وقد وجدت أن بعض الصحف والمواقع قدمت على سبيل المثال أكثر من 160 تخصصا ووظيفة محتملة (وممكن البحث في جوجل تحت عنوان: وظائف المستقبل). وهذا الكم من التخصصات المختلفة يفتح الباب لتعدد الاختيارات للشباب كل حسب موهبته وميوله، وسيخفف عنهم عبء القلق في اختيار التخصص، ولنتذكر أيضا أنه «كل ميسر لما خلق له».
