DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الإرهاب واليأس ونظرية فراشات النار

الإرهاب واليأس ونظرية فراشات النار
حادثة الطرفية التي طالت فيها يد الإرهاب إحدى النقاط الأمنية مطلع الأسبوع الماضي، واستشهد على إثرها الرقيب أول سليمان عبدالعزيز العبد اللطيف، وأحد المقيمين من الجنسية البنغالية، إلى جانب مقتل اثنين من العناصر الإرهابية، وإصابة الثالث الذي يعالج في المستشفى. هذه الحادثة تكشف في نسقها، وطريقة تنفيذها حالة اليأس الذي بلغه الإرهاب ومن يموله، ومن يقف خلفه، بعدما نجحت المملكة في جهودها الحثيثة لمحاربته، وقطع شأفته، وتجفيف منابعه، حيث لم تعد هذه المساحة الشاسعة التي تتجاوز المليونين ونصف المليون كم مربع، والتي تمثل مساحة المملكة المسرح المناسب لهذه الأعمال الدنيئة، لأنها أصبحت كلها في مرمى بصر وبصيرة الأمن والمواطن الذي بات أكثر وعيا بدوره في هذه المواجهة، مما دفع تلك العناصر الخارجة، والتي لم تتأزم فقط من قطع دابر الإرهاب في الداخل، وكف أذاه، وإنما ازدادت تأزما من مضي هذا الوطن في تحديث نهضته، وتجديد بنيته وسط كل هذه الأمواج المتلاطمة من الفتن والحروب والأزمات والصراعات التي تزخر بها المنطقة، وكأنه يغرد وحيدا مزهوا بأمنه وأمانه، مما دفع عناصر الإجرام تحت وطأة العيون الساهرة إلى اختيار مثل هذه النقطة البعيدة، ومن ثم تنفيذ عمليتها الرخيصة والمحكومة بالفشل، وفق نظرية فراشات النار التي يجلبها الضوء لتلقى حتفها فيه.
بالتأكيد هنالك ألف سبب وسبب لاستهداف المملكة، وفي هذا الوقت بالذات، خاصة أن ممولي الإرهاب وحاضنيه لا يزالون يتربصون بنا الدوائر، وينفثون سمومهم عبر إعلامهم الموجه، وعبر حشد كل طاقاتهم لاستعداء الجميع ضد هذه البلاد، ويزداد غيظهم أكثر فأكثر عندما تسترد الرياض دورها في صناعة القرار، وصناعة الحدث، وتسجل كل يوم عبر مجلسيها الاقتصادي والسياسي المنجز تلو المنجز باتجاه تطوير أدواتها بما يتلاءم مع المرحلة، وترميم جراح الجسد العربي، ولم شمله بعدما مزقه إعلام المؤامرات والدسائس، وعبثت به شعارات صناع المجد المزعوم الذي يقتات على أوهام سياسات نفح الأجساد الصغيرة بالسيليكون على أمل أن تكبر لتضاهي الكبار.
لهذا، ولأن المملكة أصبحت عصية على الإرهاب لأنها هي من يقود الحرب ضده، فلم يعد له ما يثبت به حضوره سوى مثل هذه العملية الطائشة التي يأخذ فيها دور فراشات النار فقط لتسجيل الحضور بعد أن كتم الأمن السعودي أنفاسه.