DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الاغتيال.. ثمن «النيران الصديقة»

بوداع الكبار لمونديال روسيا 2018.. هل يشهد العالم ضحية أخرى؟!

الاغتيال.. ثمن «النيران الصديقة»
ظاهرة الانتقام من نجوم كرة القدم في العالم نادرة الحدوث، ولكنها حقيقة روّعت شعوب الدنيا، وبقدر ما أمتع اللاعبون الجماهير بنثر إبداعهم الكروي في المستطيل الأخضر، وتغنت بهم المدرجات والشوارع والمقاهي ورددت أسماءهم في لحظات الفرح الغامرة والانتصارات العظيمة، هاجمتهم نفس هذه الجماهير وتحاملت عليهم في لحظات الخسارة وخيبات الأمل، هو عالم كرة القدم.. مزيج من الحب والفرح والحزن والجنون والكراهية.
وعندما يتحوّل الحب المتبادل بين الجماهير واللاعبين إلى كراهية وعنصرية وتهديد بالقتل، تخرج كرة القدم عن مبادئ الأخلاق الرياضية وتقبّل فكرة الفوز والخسارة.
ظاهرة الانتقام انتشرت في أمريكا اللاتينية، بحيث إن الرياضة عند هذه الشعوب ليست مجرد كرة القدم، فتدخل إلى عوالم «المراهنات» و«البزنس»، حيث تراهن العصابات على نتائج المباريات والتي تحقق لها الأرباح.
وليس ببعيد عن الأذهان حادثة الأسطورة الهولندية يوهان كرويف والذي رفض المشاركة مع منتخب «الطواحين» في مونديال 1978 في الأرجنتين، حيث برر عدم ذهابه بسبب حاكم الأرجنتين آنذاك خورخي فيديلا والذي اتهمه باعتقال معارضيه، وكشف كرويف أنه تلقى تهديدات من بعض مؤيدي فيديلا بأنهم سوف يخطفونه وعائلته حال مجيئه إلى الأرجنتين.
وتجاوزت مرحلة تهديدات كرويف إلى قتل أندريس اسكوبار لاعب كرة القدم الكولومبي، حيث كان يلعب في مركز المدافع واشتهرت حادثة قتله في عام 1994 بعدما قام أفراد المافيا الكولومبية بإطلاق 6 طلقات على جسده بسبب خطأ له في مباراته أمام الولايات المتحدة، والتي أخرجت المنتخب الكولمبي من كأس العالم عام 1994.
حيث فقد اللاعب حياته جراء خطأ دفاعي يحدث في كل المباريات، فكان نصيبه الموت بدم بارد، وكما هو معلوم أن المدافعين عادة ما يدفعون الثمن رغم أن الكثير من المهاجمين يهدرون الفرص السهلة.
وفي مونديال روسيا 2018 الحالي، والذي اقترب من النهاية تعرض لاعب المنتخب البرازيلي لكرة القدم فرناندينيو وعدد من أفراد عائلته، لإهانات عنصرية وتهديدات بالقتل عبر مواقع التواصل، على خلفية الهدف الذي سجله خطأ في مرمى المنتخب لصالح منافسه البلجيكي في ربع نهائي كأس العالم الجمعة.
وافتتح فرناندينيو التسجيل خطأ في مرمى المنتخب البرازيلي في المباراة التي أقيمت الجمعة في غازان، وانتهت بفوز بلجيكا 2-1، وإقصاء البرازيل من الدور ربع النهائي لمونديال 2018 في روسيا.
ومنذ ذلك الحين، يواجه فرناندينيو لاعب نادي مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي سلسلة انتقادات حادة ذات طبيعة عنصرية من مستخدمين لمواقع التواصل، وصلت إلى حد وصفه بـ «القرد» والتهديد بقتله.
كما تلقت زوجته عبر حسابها الخاص على أنستجرام، رسائل تتضمن شتائم، وتتهم زوجها بـ «تخريب كل شيء»، في حين اضطرت والدته إلى إغلاق حسابها على الموقع نفسه على خلفية التعليقات المسيئة التي تلقتها.
في المقابل، دافع العديد من المستخدمين للموقع عن اللاعب البالغ 33 عامًا. كما قام موقع «موندو نيغرو» الإلكتروني بنشر صورة للاعب مرفقة برسالة جاء فيها «خسارة البرازيل والهدف في مرمى منتخب بلاده لا يبرر العنصرية.. لا شيء يبرر العنصرية.. نحن معك فرناندينيو».
فهل يشهد عالم كرة القدم «إسكوبار» آخر عقب مونديال المفاجآت وسقوط الكبار في أراضي الدب الروسي.