DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الدخول في العصر النووي

الدخول في العصر النووي
دولة الامارات العربية المتحدة قبل أيام عن انتهائها بنسبة 90 بالمائة من انشاء مفاعلها النووي الذي سيطلق في 2020، وتستعد دول أخرى كبريطانيا ابتداء من العام 2020 لاطلاق مفاعلها الضخم، وتركيا قد تنتهي منه في 2025، بعد أعوام عديدة على حظر هذه المفاعل إثر حادثة انفجار مفاعل تشرنوبل منتصف الثمانينيات والتعامل معها بريبة. اليوم باتت الطاقة النووية او الذرية هامة بل نوشك على الانتقال الى مرحلة متقدمة بها. مع العلم بأن دولا عربية كمصر وسوريا والعراق لديها مفاعلات نووية منذ الستينيات ولكن ومع اندلاع الحروب في الشرق الاوسط جعلتها مقيدة وينظر اليها بشك بل كانت سببا للحروب، ولم يستفد منها اقتصاديا.
المرحلة اختلفت والصناعات والقدرات والعمليات النووية اختلفت ايضا، وباتت الحاجة ملحة أكثر اليوم للاتجاه نحو النووي الذي يعتمد عليه في الصناعات الحديثة والمتطورة، خذلان النفط المعتمدين عليه من مصدرين ومستوردين وتسببه بأزمة عالمية ونكسات على الاسواق المحلية.
أحد أكبر الاستثمارات التي تسعى لها وفيها بعض الدول العربية برساميل غير قليلة هو الاستثمار في الطاقة النووية واقامة المفاعلات بعقود زمنية طويلة، نحن ندخل عصر النووي بقوة، وهو أمر جيد في أن ننافس على المراحل بدل اللحاق بها متأخرين، فمن كان يتوقع أن يكون في ديارنا مفاعلات نووية؟ نحن ننجح في نقل الحداثة الاقتصادية بقواعدها، ليس بأمر هين هذا الذي نوشك أن نمر فيه، يجب أن نعطيه كل جهودنا لنُقدر ما سيكون لدينا من ثروة.
هذه الثروة هي القوة والطاقة التي اكتشفها الروس في زمن السوفييت وهي من صنعت الاحزاب والتحالفات والسياسة الحديثة، لندرك أن الاقتصاد وثرواته ورساميله والتنافس على أسواقه هو من يصنع الحدث ويحرك السياسة، لتؤثر عليه وعلى اسواقه في النهاية، انها الدائرة المغلقة التي لا تملك إلا أن تمضي قدما معها.
الأمر المختلف بين الاقتصاد والسياسة اليوم هو نقطة الالتقاء المشتركة والمتحدة بينهما أيضا، انها «التقنية الحديثة» واجيالها أو«التكنولوجيا» بكل سحرها وقدرتها وقفزها على المراحل، ما لا يدركه العامة أن الطاقة النووية هي أم الثورة التكنولوجية التقنية التي استمدت كل مسمياتها المصغرة من عملية توليد الطاقة النووية ذاتها، فكل منا باستخدامه التقنية الحديثة والاجهزة الذكية إنما بكل بساطة هو يستخدم طاقة نووية بعملياتها المترابطة الالكترونية والنترونية والالكتروستاتيكية والمغناطيسية والكهربائية، تصور أنك تتعرض طيلة اليوم لكل تلك العمليات النووية التي تتجاذب لتولد لك عملية سهلة وسريعة ومريحة ولكن في الحقيقة هي تتحقق من خلال سيل من التجاذبات الكهرومغناطيسية والالكتروستاتيكية وتتفاعل مع اجسامنا فتنهكها لتكون بغاية الالم والتعب لتعرضها طيلة اليوم لقوة هذه الطاقة، إلا اننا ملزمون بها فقد باتت حياة كاملة.
لذا نحن من خلال انشاء مفاعلات نووية سنقود العملية التقنية السهلة واليسيرة التي نستعين من خلالها في توفير خدمات سهلة وكاملة وتامة والحياة المريحة التي تساعد بالتالي على خصوبة بيئة العمل وتيسير الاستثمارات. وأكثر سنتحكم تحكما تاما بكل مفاتيح تلك الخدمات والاجهزة التي تقوم عليها لنسيطر بالتالي على تذبذب الصناعات والاسواق والتجارة ونقود الاقتصاد بكل يسر، لن يحتاج الأمر لاعداد جيل يتربى أصلا على التقنية فقط نحتاج لادراكٍ لأهمية المرحلة وحسب واعطائها حقها.