DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

لنعد الثقة في شبابنا الرائع

لنعد الثقة في شبابنا الرائع

العام 1960 وما قبله كانت الجزيرة العربية والخليج يمران بظروف معاشيةٍ واحدة، تكاد تكون متساوية، مجتمعات متشابهة في العادات والتقاليد والسلوك والأخلاق، مجتمعات تعيش على الكفاف والاكتفاء شبه الذاتي، لم تكن الفروق الاجتماعية موجودة ولا الطبقية، والسبب في ذلك عدم وجود تمايز بين أفراد المجتمع، لا وجود للكهرباء ولا لصنابير المياه ولا لأي من البنى التحتية الضرورية الأخرى، يتساوى الأغنياء والفقراء، الفلاحون والملاك، أرباب المهن والكادحون، الكل يعمل، كل في مهنته، كان الناس يشغلون كل الحرف والمهن، العليا والمتوسطة والدنيا، كلهم مواطنون، لا وجود لغيرهم، كان الصغير والكبير يعمل...كان القليل يذهب إلى المدرسة التي لا تتواجد بها الكهرباء.... بعد الخمسينيات بدأت أحوال الناس تتغير حيث البترول بدأت ثماره تظهر على السطح، فُتحت المدارس والمعاهد بكل تخصصاتها كمعاهد للمعلمين وللصناعة والزراعة، بدأت مولدات الكهرباء تعمل (شركات أهلية ومواسير المياه تصل إلى المنازل) بعد 1960 بدأ المجتمع ينتقل إلى حياة جديدة بظروف جديدة وبفكر جديد، كل شيء بدا جديدا، المذياع، التلفزيون والهاتف...احتاج كل ذلك لمهنيين...المواطنون أنفسهم اتجهوا إلى هذه المستجدات من المهن مثلما توجهوا للعمل في شركات النفط.. بدأت أحاديث كثيرة تدور في مجتمعنا حسب المستجدات التي طرأت... بعد زيادة أسعار البترول وتواجد العمالة الأجنبية وعزوفنا عن امتهان كثير من المهن، بدأت شرائح مجتمعنا تتداول عبارات مجحفة وغير منطقية عن شباب وطننا الغالي، لم تكن موجودة من قبل، حيث نتهمه بالكسل وعدم تحمل المسؤولية وعدم النضج واللامبالاة، وكذلك نصفه بالاتكالية....قد يصل اتهامنا لشبابنا إلى أبعد من ذلك، كأن نصفه بالميوعة وعدم الإحساس برجولته...السؤال... هل هذه الاتهامات صحيحة أم هي باطلة؟
عندما ننظر للواقع الذي عاشه جيل الثمانينيات وما بعده... قد تكون في بعضها صحيحة، لكنها لا تنطبق على كل شبابنا ولكنها في حقيقة الأمر باطلة ولا مكان لها في غير مخيلتنا...إنه من الواجب علينا أن نتعرف على مسببات ذلك وما هي ظروف هذه المقولات.
أولا: شبابنا بأجمعهم ولله الحمد ومنذ بداية الوفرة المالية بعد ارتفاع أسعار البترول في بداية السبعينيات الميلادية وما بعدها، أُتيحت لهم فُرص التعليم والتدريب والعمل في شتى المجالات، في القطاعين الحكومي والخاص وفي كل مجالاتهما...فأشغلوا المهن الإدارية والفنية والميكانيكية، حيث اعتمدت عليهم شركات عملاقه (أرامكو، سابك، شركات الكهرباء) وغيرها كالشركات العاملة مع هذه الشركات العملاقه وغيرها من الشركات الأقل منها... في الثمانينيات ومع طرح المشاريع العملاقة على مستوى عموم الوطن ومن أجل تنفيذها، بدأت الحاجة لاستقدام الأيدي العاملة بكل ما تحتاجه هذه المشاريع ومن بلاد متعددة، من هنا بدأ الصراع الحقيقي بين العمالة الأجنبية بكل فئاتها وبين المواطنين، لقد انتصر الانتهازيون الباحثون عن الثراء لتوظيف الأجنبي بسبب تدني أجره في جميع المهن، هؤلاء بأجمعهم وبالذات المقاولون منهم بدأوا بإطلاق الدعايات الزائفة ضد شبابنا واتهامه بما ذكرته سابقا، من هنا بدأت هذه الإشاعات المغرضة تتسرب في عقولنا حتى صدقناها وصببنا جام غضبنا على أبنائنا وأَهَلْنا عليهم كيلا من الاتهامات الجائرة التي روجها أصحاب المصالح والأهواء، شبابنا في شركة أرامكو عملوا في جميع المهن، من (عمال نظافة، طباخين، حرفيين، فنيين.مهندسين. إداريين) إلى رؤساء أقسام وكبيري إداريي شركة أرامكو، وليست سابك ومثيلاتها استثناء من هذا الواقع الجميل.
لقد آن الأوان أن نُعيد الثقة في هذا الجيل وأن نعتمد عليه في بناء هذا الوطن، وعلى أصحاب الشركات الوطنية والأجنبية في أصقاع هذا الوطن وعلى مسؤوليها أن يُعيدوا سياساتهم التشغيلية ويُعيدوا ثقتهم في شبابنا فلذات أكبادنا من كل شرائحه المهنية ومن كل مستوياته العلمية، على الشركات أن لا تضع شروطا تعجيزية في توظيفهم كما كان سابقا وعلى كل شركة إقامة معاهد لتدريب موظفيها من المواطنين في تخصصاتها، وذلك أسوة بأرامكو وغيرها...إن الخطوات التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان من أجل سعودة 40% من إشغال الشركات. وسعودة الكثير من القطاعات التجارية والصناعية ومساواة المرأة بالرجل في حق التوظيف والعمل، لجدير بالاحترام والتقدير...لا يسعني في هذا المقال إلا أن أشكر خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده الشاب الأمين وحكومة المملكة وكل مسؤوليها، على هذه الخطوات المباركة وعلى الكثير، وإني لا أُخفي سروري بالسماح للمرأة بقيادة السيارة التي سيترتب عليها الكثير من الإيجابيات.