عندما ننظر للواقع الذي عاشه جيل الثمانينيات وما بعده... قد تكون في بعضها صحيحة، لكنها لا تنطبق على كل شبابنا ولكنها في حقيقة الأمر باطلة ولا مكان لها في غير مخيلتنا...إنه من الواجب علينا أن نتعرف على مسببات ذلك وما هي ظروف هذه المقولات.
أولا: شبابنا بأجمعهم ولله الحمد ومنذ بداية الوفرة المالية بعد ارتفاع أسعار البترول في بداية السبعينيات الميلادية وما بعدها، أُتيحت لهم فُرص التعليم والتدريب والعمل في شتى المجالات، في القطاعين الحكومي والخاص وفي كل مجالاتهما...فأشغلوا المهن الإدارية والفنية والميكانيكية، حيث اعتمدت عليهم شركات عملاقه (أرامكو، سابك، شركات الكهرباء) وغيرها كالشركات العاملة مع هذه الشركات العملاقه وغيرها من الشركات الأقل منها... في الثمانينيات ومع طرح المشاريع العملاقة على مستوى عموم الوطن ومن أجل تنفيذها، بدأت الحاجة لاستقدام الأيدي العاملة بكل ما تحتاجه هذه المشاريع ومن بلاد متعددة، من هنا بدأ الصراع الحقيقي بين العمالة الأجنبية بكل فئاتها وبين المواطنين، لقد انتصر الانتهازيون الباحثون عن الثراء لتوظيف الأجنبي بسبب تدني أجره في جميع المهن، هؤلاء بأجمعهم وبالذات المقاولون منهم بدأوا بإطلاق الدعايات الزائفة ضد شبابنا واتهامه بما ذكرته سابقا، من هنا بدأت هذه الإشاعات المغرضة تتسرب في عقولنا حتى صدقناها وصببنا جام غضبنا على أبنائنا وأَهَلْنا عليهم كيلا من الاتهامات الجائرة التي روجها أصحاب المصالح والأهواء، شبابنا في شركة أرامكو عملوا في جميع المهن، من (عمال نظافة، طباخين، حرفيين، فنيين.مهندسين. إداريين) إلى رؤساء أقسام وكبيري إداريي شركة أرامكو، وليست سابك ومثيلاتها استثناء من هذا الواقع الجميل.
لقد آن الأوان أن نُعيد الثقة في هذا الجيل وأن نعتمد عليه في بناء هذا الوطن، وعلى أصحاب الشركات الوطنية والأجنبية في أصقاع هذا الوطن وعلى مسؤوليها أن يُعيدوا سياساتهم التشغيلية ويُعيدوا ثقتهم في شبابنا فلذات أكبادنا من كل شرائحه المهنية ومن كل مستوياته العلمية، على الشركات أن لا تضع شروطا تعجيزية في توظيفهم كما كان سابقا وعلى كل شركة إقامة معاهد لتدريب موظفيها من المواطنين في تخصصاتها، وذلك أسوة بأرامكو وغيرها...إن الخطوات التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان من أجل سعودة 40% من إشغال الشركات. وسعودة الكثير من القطاعات التجارية والصناعية ومساواة المرأة بالرجل في حق التوظيف والعمل، لجدير بالاحترام والتقدير...لا يسعني في هذا المقال إلا أن أشكر خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده الشاب الأمين وحكومة المملكة وكل مسؤوليها، على هذه الخطوات المباركة وعلى الكثير، وإني لا أُخفي سروري بالسماح للمرأة بقيادة السيارة التي سيترتب عليها الكثير من الإيجابيات.