ويلعب نظام الحمدين على أوتار منغومة مكشوفة تبدو علاماتها من خلال محاولاته تحقيق مآرب سياسية في صلب القضية الفلسطينية باستخدامه الأدوات الانسانية والاقتصادية لكسب ود الادارة الأمريكية والخروج من عنق الزجاجة في ظل عزلته على المستويين السياسي والدولي، وهي عزلة لا تبيح له بأي شكل من الأشكال المتاجرة بالقضية الفلسطينية العادلة ومحاولة فصل غزة عن الشعب الفلسطيني، فالعزلة جاءت لتورط نظام الحمدين في عمليات ارهابية في كثير من أجزاء المعمورة ولا يمكن الخروج منها من خلال لعبة تلك «الصفقة» المشبوهة.
الصفقة مرفوضة من قبل السلطة الفلسطينية وهي صفقة خاسرة لا تتوافق مع قرارات الشرعية الدولية ولا تتوافق مع ارادة الشعب الفلسطيني، فالسلام في المنطقة ليس بحاجة لصفقات مشبوهة فطريقه لانهاء وتسوية الصراع القائم يكمن في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعودة المهجرين وايقاف الاستيطان الاسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأي صفقات مشبوهة لن تكون طريقا صائبا لتسوية الأزمة القائمة بين الفلسطينيين والكيان الاسرائيلي المحتل.
ومن الخطأ الفادح أن يستغل نظام الحمدين الوضع الانساني في قطاع غزة لتمرير صفقته الخاسرة فالانتقاص من القضية الفلسطينية عبر تحويلها الى قضية انسانية ليس في واقع الأمر الا انصياعا لرؤية الاحتلال الاسرائيلي وتآمرا على قضية العرب المركزية في محاولة لتصفيتها والقفز على حقوق الشعب الفلسطيني وارادته، وهو مسلك شائن ومرفوض من كافة العرب والمسلمين الذين ما زالوا يصرون على أن هذه القضية لن تسوى بشكل عادل الا من خلال العودة الى القرارات الأممية ذات الصلة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على تراب الأرض الفلسطينية.