DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

فائض الأطعمة ومشروع الأضاحي

فائض الأطعمة ومشروع الأضاحي
انطلق مشروع المملكة العربية السعودية للهدي والأضاحي قبل أكثر من ثلاثين عاما بهدف الاستفادة من أطنان اللحوم التي يرميها الحجاج في العراء وتتلف دون الاستفادة منها، ومنذ ذلك التاريخ وكميات اللحوم يتم إرسالها للمحتاجين والفقراء في كافة الدول العربية والإسلامية في مشروع هام يضاف لمواقف السعودية الخيرية والإنسانية لإيصال الدعم للمستحقين في كافة أرجاء المعمورة، ويشهد التاريخ أن ملايين الأسر الفقيرة استفادت من هذا المشروع الحيوي الذي يؤكد أن المملكة تبادر لعمل الخير وإرساله لمستحقيه بدون منة أو أذى برغم التكلفة المادية الكبيرة التي يتم إنفاقها على مثل هذه المشاريع وليس لها فائدة مادية ولكن أجرها عند الله كبير.
تكثر هذه الفترة مواسم الزواجات ونعلم ما يصاحبها من هدر للنعمة يفوق الوصف حيث قدرت تقارير سابقة أن هدر الأغذية لدينا يتجاوز الأربعين مليار سنوياً، وهذا رقم مخيف يكشف ما يعانيه المجتمع من استخفاف بالنعمة وأن الله توعد من لم يعطها حقها من الاهتمام بالزوال ـ لا قدر الله ـ وهذا ما بدأت تسعى إليه الكثير من الأصوات التي تطالب بوضع معايير وضوابط للتخفيف من هذا الهدر الذي لا يراعي الدين ولا الأخلاق، وصاحب ذلك العديد من المبادرات بإنشاء جمعيات لحفظ الأطعمة والتي قامت وما زالت بدور كبير للاهتمام بهذه المأكولات بالتواصل مع قصور وقاعات الأفراح قبل أن يكون مصيرها النفايات، ولكن جميعها تظل اجتهادات فردية غير ملزمة ينقصها القوانين الرسمية لتحقق أهدافها ولتصبح على غرار مشروع الإفادة من الهدي والأضاحي علامة مهمة ونقطة مضيئة يستفيد منها المحتاج ونرضي الخالق عز وجل بعدم هدر النعمة واعطائها حقها.
يوجد قوانين نظامية صدرت بهذا الخصوص ولم يتم تفعيلها حيث ورد في جدول الغرامات والجزاءات عن المخالفات البلدية الصادرة بقرار مجلس الوزراء عام 1422هـ أنه يعاقب بغرامة كحد أدنى مبلغ وقدره ١٠٠ ريال، والحد الاعلى منها أيضا ١٠٠ ريال في حال إلقاء بقايا الأطعمة في النفايات من المنازل في غير الأماكن المخصصة لها، وبغرامة الحد الأدنى مبلغ وقدره ألف ريال وحد أعلى خمسة آلاف ريال في حال إلقاء فضلات وبقايا الطعام من المطاعم في غير الأماكن المخصصة لها، وهذه قوانين جيدة لو تم الالتزام بها وستساهم بشكل كبير في حفظ النعمة ولكنها لم تفعل حتى الآن، فالمحافظة على الأطعمة تحتاج تطبيقا للغرامات ليرتدع المتهاون عندما يعلم أن هناك عقوبات جراء تصرفه غير الأخلاقي. وأتذكر قبل يومين ذهبت لأحد المطاعم للعشاء مع أحد الأصدقاء وتبقى طعام كثير لم يستفد منه وسألت العامل ماذا تفعلون بالمتبقي قال نرميه في النفايات فطلبت منه تجهيزه وأخذته معي لإعطائه لبعض العمالة، أيضاً أتمنى من البلديات التأكيد على قاعات الزواجات بضرورة التنسيق مع جمعيات حفظ النعمة مسبقاً للاستفادة من الأكل المتبقي واعطائه مستحقيه فبالشكر تدوم النعم.