وقوة الأمة الاسلامية مرتبطة جذريا بالتمسك بتعاليم العقيدة الاسلامية وبهدي خاتم الأنبياء والرسل عليه أفضل الصلاة والسلام، واذا تفرق المسلمون ودب الخلاف بينهم فمرده الى أنهم لم يحكموا الكتاب والسنة في حياتهم، فمنشأ تلك القوة هو التمسك بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف وتطبيق أوامره ونواهيه للوصول الى الغايات والأهداف النبيلة التي يتوخاها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، ولن يتم الوصول اليها نشرا للأمن والأمان والاستقرار في ربوع الأمة الاسلامية الا بالعودة الى الكتاب والسنة.
لقد شرف رب العزة والجلال القيادات الرشيدة في هذا الوطن لخدمة الحرمين الشريفين والسهر على راحة وطمأنينة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، وقد تحملت أعباء تلك المسؤوليات الجسيمة التي استمرت منذ عهد تأسيس الكيان السعودي الشامخ على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- ومرورا بأشباله الميامين وحتى العهد الميمون الحاضر الزاهر، فالتمسك بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن هما ديدن قيادات هذا الوطن ونهجهم السديد، وقد أدوا وما زالوا يؤدون تلك الرسالة على أفضل وأمثل وجه.
وما فتئت تلك القيادات الحكيمة تسعى بجهد ومثابرة وهي تترجم تعاليم الاسلام الى لم شمل الأمة الاسلامية ونبذ التطرف والتشدد والغلو ومكافحة الارهاب أينما وجد، وقد نافحت بكل الوسائل لاصلاح أحوال المسلمين في كل مكان والأخذ بأياديهم الى ما فيه الخير والصلاح ولما فيه تجاوز خلافاتهم والالتفاف حول راية التوحيد والعمل على حل أزماتهم ومشاكلهم بطرائق تنشر صور التلاحم والتعاضد والتكافل بين صفوفهم وتؤدي الى جمع كلمتهم وصفهم وهدفهم في زمن يموج بالفتن والحروب.
الأمة الاسلامية بحاجة اليوم لتوحيد صفوفها ونشر تعاليم الاسلام في أرجائها لتقوية شوكتها ومواجهة مختلف الصعاب والتحديات التي تحول دون نهضتها وتنميتها، وقد قامت القيادات السعودية منذ عهد التأسيس وحتى اليوم بأدوار فاعلة وحيوية من أجل الوصول الى تحقيق مسارات التضامن الاسلامي المنشود بين المسلمين، وقد نادت المملكة في كل محفل بأهمية تحقيق تلك المسارات السامية اعلاء لكلمة الله ونشر شريعته في الأرض المؤديتين الى سلامة المجتمعات البشرية وأمنها واستقرارها.