ما حدث بالأمس، يكشف حقيقة أن زعيم كوريا الشمالية ليس بالصورة النمطية التي يروجها الإعلام الغربي عنه، الرجل يبدو أكثر حصافة و«عقلانية» ممن سبقوه ومن بعض الدول التي تتشبه بسلوك دولته، وسيكتب التاريخ أنه استطاع الانتصار للعقل، وفضل البحث في نزع السلاح النووي عن الاستمرار في سياسة الاستكبار والوعيد أو التصرف على طريقة قرود الغابة في طيشها واستخفافها، مثلما يمارس نظاما إيران وقطر الآن.
عمائم «الجمهورية» المزيفة، لم يتعلموا من مجريات المنطق البشري، ودفعهم وهمهم الكبير بالقدرة على إطلاق التهديدات والشعارات الجوفاء، إلى ربما عدم تصديق التحول الهائل في تعامل كوريا الشمالية، والتي قبلت التفاوض وإنهاء حقبة التوتر المزمن، وهذا يحتاج لوقت لتأكيده عملياً، لكن العنترية الإيرانية أصبحت الآن وحيدة في العالم، وتعاني وطأة الضغوط الداخلية والخارجية، وتدفع ثمناً باهظاً من حياة شعوبها واستقرارهم نظير شعارات وهمية وسياسات تديرها عقول متعجرفة ومغيبة، وهي نفس مشكلة النظام العاق والصبياني في جزيرة شرق سلوى، الذي يحاول الهروب من أزمته الإقليمية بطلب عضوية حلف الناتو، وكأنه في حاجة لترسيخ مزيد من الاحتلالات لجزيرته.؟
طريقة قرود الغابة التي يقفز بها نظاما إيران وقطر على مشكلتهما إقليمياً وعالمياً، لم تعد صالحة عملياً أو مقبولة منطقياً، كلا النظامين يعرفان في النهاية ما عليهما فعله، قبل أن يتجرعا كأس السم كما حدث قبل عقود.!