DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

رمضان وأفراح الصيام

رمضان وأفراح الصيام
لقدوم رمضان فرحة وبهجة في نفوس عامة الناس، على اختلاف دوافعهم، وفرحة المؤمنين بهذا الشهر الكريم تتضاعف بالبشارات النبوية بنفحاته، (إذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِي الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِي الشَّرِّ أَقْصِرْ. وللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ) رواه الترمذي.
وليس للصائم فرحة واحدة بل له فرحتان، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ) متفق عليه.
وبأدنى مقارنة بين حالنا عندما نتناول وجباتنا المعتادة وبين حالنا عند فطرنا في رمضان، نستشعر الفرحة بتناول طعامنا وشرابنا بعد صيامنا طيلة النهار، وهذا فرح طبيعي، لكن هناك أسباب أخرى أرقى للفرح، منها فرح باستكمال عبادة الصوم لهذا اليوم وإتمام طاعة يحبها الله تعالى، فالفرح بتمام الصوم أقرب إلى المقصود لأن التوفيقَ لإتمام الصوم نعمة جليلة، إنها فرحة الإنجاز، وسرور الطاعة وهو علامة الإيمان كما طاعة (مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَذَلِكُمْ الْمُؤْمِنُ) رواه الترمذي.
ومن بواعث الفرح كذلك أن للصائم عند فطره دعوة مستجابة كما جاء في قول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ)) أخرجه ابن ماجة.
ومن بواعث الفرح كذلك لمن قام بتفطير الصائم ما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا» رواه الترمذي.
وهكذ يكون فرحُ كلِّ أحدٍ بحسبه؛ لاختلاف مقامات الناس في ذلك، كما يقول ابن حجر - فمنهم من يكون فرحُه مباحاً وهو الطبيعي، ومنهم من يكون مستحباً، وذلك على قدر علو الهمم.
أما الفرحة الثَّانية، فهي (عند لقاء ربِّه) إذا رأَى ما وَعَد الله بِهِ عِبَادَهُ الصَّائِمِينْ، من تكريم، فقد خصص لهم بابا في الجَنَّة يُقال لهُ الرَّيَّان. ((إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ)) رواه البخاري ومسلم.
وفرحُ الصائمين عند لقاءِ ربهم ومعاينةِ ثوابِه العظيم، قال القاضي: ثواب الصائم لا يقدر قدره ولا يقدر على إحصائه إلا اللّه فلذلك يتولى جزاءه بنفسه.
وجميل ما قاله ابن القيم عن الفرحة: (والفرح والسرور واللذة من نعيم الجنة أظهرها الله في هذه الدار عبرة ودلالة).
ديننا يريد لنا أن نفرح فرحة حقيقية، كما قال تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58] وهذا مقياس إيماني يكشف عن درجة رقيك، فاسأل نفسك دائماً ما الذي يفرحك؟
أهو فرح بعبادة الله، بمواسم الخير، والفرح برضا الله عن الصائمين والفرح بالأجر الذي لا حدود له أم غير ذلك؟
[email protected]