DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

هل تحرص على التقييم الذاتي لأعمالك

هل تحرص على التقييم الذاتي لأعمالك
تظل عملية تقييم الأداء (Performance Evaluation) من أهم مقومات تحسين العمل وتطويره في شتى مناحي الحياة، وقد يكون التقييم خارجيا من خلال الرؤساء المباشرين أو الزملاء، أو من المستفيدين والمراجعين، وقد يتم التقييم ذاتيا من خلال الأفراد أنفسهم.
وتنبع أهمية التقييم الذاتي Self evaluation من مرتكز أخلاقي، يجعل الضمير الحي حكما على كل عمل، فالإنسان أكثر الأشخاص معرفة بحقيقة عمله حتى المقيم الخارجي قد يُخدع أحيانا ببعض مظاهر السلوك أو بتأثير الهالة أو الانطباعات الشخصية.
فهل أنت ممن يحرصون على مراجعة أدائهم لأعمالهم بشكل دوري؟ هل من عادتك أن تقيم أداءك ذاتيا أم تترقب متوجسا من تقييم الآخرين؟
الاختيار السليم هو أن تقوم بعملية مراجعة ذاتية شاملة لكل جوانب أعمالك بغية التصحيح والتحسين للأداء. وقد دعانا القرآن الكريم إلى إلقاء نظرة فاحصة لما قدمنا من عمل فقال الله تعالى: {ولتنظُر نفس ما قدمت لِغدٍ} [سورة الحشر:18].
والتقييم الذاتي محاسبة للنفس تؤدي إلى تنمية الشعور بالمسؤولية، وتحفز على الارتقاء بالعمل.
(كفى بِنفسِك اليوم عليك حسِيبا)، هذا ما يقال لنا في موقف الحساب في الآخرة عندما تعرض علينا كل أعمالنا مكتوبة، قال تعالى: {وكُل إِنسانٍ ألزمناهُ طائِرهُ فِي عُنُقِهِ ونُخرِجُ لهُ يوم القِيامةِ كِتابا يلقاهُ منشُورا * اقرأ كِتابك كفى بِنفسِك اليوم عليك حسِيبا} [الإسراء: 13- 14].
وفي هذا الموقف لا تملك أي فرصة للتغيير، فقد انتهت فرصة الدنيا، ولا تنفع أمنية العودة للحياة الأولى: {حتى إِذا جاء أحدهُمُ الموتُ قال ربِ ارجِعُونِ، لعلِي أعملُ صالِحا فِيما تركتُ كلا إِنها كلِمة هُو قائِلُها ومِن ورائِهِم برزخ إِلى يومِ يُبعثُون} [سورة المؤمنون: 100-99].
وليس سرا أن أعمالنا تدون في سجلات الحفظة الكرام يوميا وأسبوعيا وسنويا، وترفع إلى الله تعالى، كما جاء في البيان النبوي، فالله سبحانه: ((يُرفع إليه عملُ الليل قبل النهار، وعملُ النهار قبل الليل))، [رواه مسلم].
و((تُعرض أعمال الناس في كلِ جمعةٍ مرتين، يوم الاثنين ويوم الخميس، فيُغفر لكل عبد مؤمن، إلا عبدا بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا هذين حتى يفِيئا))، [مسلم].
وترفع أعمال السنة كلها في شهر شعبان الذي نحن في أيامه الآن ((ذلك شهر يغفُل الناس عنه بين رجبٍ ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأُحِبُ أن يُرفع عملي وأنا صائم))، النسائي.
وهكذا أعلنها ربنا في الحديث القدسي: ((يا عِبادِي إِنما هِي أعمالُكُم أُحصِيها لكُم ثُم أُوفِيكُم إِياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلِك فلا يلُومن إِلا نفسهُ)) [مسلم]
من هنا تظهر قيمة التقييم الذاتي لأعمال حياتنا، فالآن نملك فرصة التغيير، والتصحيح، ومحو الأخطاء من سجلات العمل، قال تعالى: {إِن الحسناتِ يُذهِبن السيِئاتِ} [هود: 114]. ولهذا كانت الوصية النبوية: ((إِذا عمِلت سيِئة فأتبِعها حسنة تمحُها)) أحمد.
وما أروع مقولة عمر رضي الله عنه: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية».
[email protected]