من الأشياء الجميلة التى فقدناها في عصر الإنترنت والتكنولوجيا، ترابط الجيران ومعرفتهم والتصاق الأسر ببعضهم. كان الجار يعرف جاره وأولاده، يزورهم ويزورونه. كانت الأبواب مفتوحة كالقلوب. كانوا يتبادلون الأكلات والفواكه ويطلبون من بعضهم الملح والبصل وما ينقصهم في لحظة انشغال رب الأسرة! يشاركون بعضهم أفراحهم وأتراحهم. أيام كان يوقر فيها الكبير ويرحم الصغير وتتجول المرأة في أرجاء الحي دون أن تتعرض لأي مضايقة. الآن سلبت منا الحضارة ووسائل الترفيه المختلفة كل تلك الأشياء الجميلة، الجار لا يعرف جاره ولو كانوا في عمارة واحدة ولا يلبي دعوته بحجة المشاغل، أغلقنا على أنفسنا الأبواب فأغلقت الأبواب في أنفسنا. بالأمس جاء رجل إلى الحي يسأل مجموعة شباب عن منزل فلان الفلاني فلم يعرفه أحد، رغم أنهم يقفون أسفل منزله، ولو لم يقل لهم إنه يملك سيارة «تاهو سوداء» لما دله أحد.