من يعتقد أنه قادر على حجب عين الشمس بغربال هو، أيضا، من يعتقد أنه يستطيع، بنفس الغربال، أن يحجب رؤية اليد السعودية البيضاء التي تمتد بالخير والمساعدات إلى كل العالم؛ من أكبر دولها إلى أصغرها وأفقرها. ولذلك نحن السعوديين، الذين طالما زايد علينا الإيرانيون والقطريون وغيرهم، في غاية السرور لإطلاق «منصة المساعدات السعودية» التي دشنها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، يوم الاثنين الماضي. تلك المنصة التي ستسجل وتوثق، من الآن وصاعداً، جميع ما تقدمه المملكة، عبر تاريخها، إلى شعوب العالم ودوله ومنظماته من مساعدات إنسانية وتنموية وخيرية.
وبهذه المناسبة، كان جميلاً ومهماً، أن توضع الأرقام الهائلة لهذه المساعدات أمام العالم ليعرف كرم المملكة، ويقارنها، إذا شاء، بدول أخرى لم تسخر ملياراتها وإمكاناتها إلا من أجل القتل وتشريد الناس وزرع الكراهية بين الشعوب. بمنتهى الدقة قدمت المملكة حتى 26 فبراير 2017 122,44 مليار ريال كمساعدات. وعبر مختلف المراحل التاريخية توزعت المساعدات على القارات الخمس. وكان نصيب قارة آسيا هو الأكبر من هذه المساعدات حيث بلغت 66,33 في المائة، ثم أفريقيا 30,76 في المائة وتوزع الباقي على أماكن أخرى مثل أوروبا وأمريكا الشمالية وغيرها.
ومن بين الدول العشر الأكثر تلقياً لمساعدات المملكة كان هناك ست دول عربية هي اليمن وسورية ومصر وموريتانيا والأردن وتونس. واليمن، التي يجادل بعض القومجية في حربنا ضد حوثييها الإيرانيين، تلقت أكبر المساعدات (13,37 مليار)، ما يعني أن اليمنيين كانوا وما زالوا من عظام الرقبة السعودية على كل المستويات ومنها المستوى الاقتصادي وتوفير، ما أمكن ذلك، رفاهية العيش لهم. ولأنهم جيراننا وأشقاؤنا، من قبل ومن بعد، فإنه لم يكن معقولاً ولم يكن مقبولاً، بأي صورة من الصور، أن يقفز الإيرانيون، بعداواتهم وشرورهم، إلى أرض اليمن التي تشكل بعداً عربياً وسعودياً كبيراً ومهماً. وكما هي حالها دائماً ستبقى المملكة ترعى اليمن وأهله، كما ستبقى يدها بيضاء تمتد بالخير دائماً إلى الجميع، لا سيما كل أشقائها العرب بالرغم مما قد يظهر من جحود هنا أو هناك.