تسهم الشركات الصغيرة في التنمية الاقتصادية في المملكة بما تقدمه من منتجات وخدمات عديدة وتوظيف، لذلك من الأهمية تذليل العقبات التي تواجهها لتقوم بدورها التنموي على الوجه المأمول.. وتمثل نسبة الشركات الصغيرة في اقتصاد أي دولة ما نسبته 50-80% من اجمالي الشركات بمحتلف احجامها ونشاطاتها المتنوعة. وتعد الشركات الصغيرة من اهم مصادر النمو الاقتصادي واجمالي الناتج القومي للدول، ولا نستثني المملكة من ذلك، بل إنها من أهم مصادر التوظيف والأعمال الابتكارية في المملكة، خاصة إذا كان مؤسسوها من رواد الأعمال. وتعتمد نسبة الشركات الصغيرة في اقتصاد أي دولة على ما تقدمه الحكومة من محفزات مالية وغير مالية، ناهيك عن تأهيل القيادات الملهمة والتحويلية لتحولها إلى شركات متوسطة وكبيرة. وهذا التحول يحفز تأسيس شركات صغيرة جديدة لتستمر التنمية الاقتصادية في منظومة متناغمة.
ويعد الشح المالي من اكثر عوائق نمو الشركات الصغيرة لأن توسعها يعتمد على التمويل المالي المناسب في الوقت المناسب. وستكون فرصة مجدية للصناديق السيادية في المملكة لتأسيس صندوق استثماري يقدم التمويل المناسب للشركات الصغيرة وفق حوكمة مهنية تحفظ حقوق الصناديق وتسهل التمويل للشركات الصغيرة.
ومن الأهمية توافر مراكز تدريب متخصصة على درجة عالية من التأهيل، بحيث تمكن موظفي الشركات من التدريب لكسب المهارات المختلفة في المجالات التي يظهر فيها ضعفهم في التسويق والإدارة والتواصل الفعال وصناعة القرارات والقيادة والتحفيز والتخطيط والتحكم والرقابة وصناعة القرارات وتقييم الاداء والجودة الشاملة والمالية والمحاسبة ونظم المعلومات وتحليل البيئة التنافسية وكل ما يستجد في هذه العلوم لمواكبة المنافسة والمبادرة. الكثير من المنشآت الصغيرة لا تملك الإمكانات المالية لاقامة مراكز تدريب خاصة بها؛ ما يستدعي التدريب في مراكز تدريب خارجها بتمويل من شركات متخصصة في التدريب لدعم تدريب موظفي الشركات الصغيرة برسوم مدعومة كلياً أو جزئياً من صندوق تنمية الموارد البشرية.
لا يتوقف دعم الشركات الصغيرة على الحكومة فحسب، بل من الأهمية مساهمة الشركات الكبيرة في ذلك لأنها ستصبح من زبائنها بما تشتريه من مواد خام ومواد صناعية أخرى تحتاجها في مدخلات منتجاتها النهائية. والكثير من الشركات الكبيرة في الدول المتقدمة تساهم في تنمية الشركات الصغيرة بالحاضنات لتصبح شركات كبيرة بعدما تنمو وتتوسع في المستقبل. ولقد أنشأت كثير من الشركات الكبيرة في الدول المتقدمة مراكز للتدريب المتخصصة التي تطور مهارات موظفي الشركات الصغيرة. وهنا نقدر لشركة «سابك» مساندتها للمبادرات الوطنية في المحتوى المحلي من خلال مبادرة «نساند»، ونأمل من الشركات السعودية الكبيرة المساهمة في دعم الشركات الصغيرة.