نعلم أن الصحف الورقية، في العالم كله، تطارد التطور التقني ومتغيرات التواصل الاجتماعي وصحافة المواطن، لكي تبقى على قيد الحياة وعلى قيد التأثير في المجتمع والرأي العام. ومن هذه الصحف صحفنا السعودية والعربية التي تنبهت إلى هذه الحالة الصحفية الجديدة وبدأت تراعي شروطها ولوازمها، وتضع تطبيقاتها موضع التنفيذ الفعلي. صحيفة (اليوم) من بين هذه الصحف التي يبدو، مما نستقبله منها الآن من فيديوهات وأخبار عبر وسائل التواصل، أنها وضعت إستراتيجيات وخططًا لتنطلق إلى هذا العالم الإعلامي الجديد. ومن المهم، في هذا السياق، أن نلحظ أن الصحيفة، كما أشعر من أدائها الأخير، اختارت اتخاذ خطوات مدروسة ووئيدة، بل ربما خطوات اختبارية تجس فيها ماء الوادي الإلكتروني؛ لكي تضمن أنها تسلك مخارج صحيحة تراعي طبيعة السوق الإعلامية في المملكة، وتأخذ في اعتبارها رغبات وتطلعات الجمهور المستهدف في المملكة بوجه عام وفي المنطقة الشرقية بوجه خاص.
كنت، في فترات سابقة، أجري أحاديث وأطرح أسئلة في هذا الصدد على رئيس التحرير الأستاذ/ سليمان أباحسين. وكان، في كل مرة، يبشرني بانطلاقة قوية قريبة تدعمها إدارة المؤسسة ويديرها فريق محترف يتجدد كل يوم، بل كل ساعة؛ ليواكب المتغيرات ويكون على قدر المنافسة الإعلامية الإلكترونية في سوق باتت صعبة ومتطلبة. وبالفعل تتحقق الآن هذه البشائر حتى بتنا ننتظر فيديوهات (اليوم) كما ننتظر فيديوهات وروابط صحف عربية ودولية مرموقة.
الأفق، بطبيعة الحال، مفتوح على مزيد من التقدم والإبداع والابتكار في هذا المجال. والعنصر البشري القادر والمحترف هو رهان المؤسسات الصحفية على النجاح في الانطلاقات الإعلامية الإلكترونية التي تحقق فائدة المؤسسة والقارئ على حد سواء. ومن حسن حظ هذه المؤسسات أن المملكة، كدولة، متقدمة جدًا في مجال الاتصالات الإلكترونية وتوفر إمكاناتها وخبراتها الفنية والبشرية، حيث لا يتطلب الأمر أكثر من الالتفات إلى هذه الإمكانات والخبرات وتوظيفها توظيفًا دقيقًا وصحيحًا في أداء المؤسسات، أيًا كان نوع هذه المؤسسات وأهدافها التسويقية.
نهنئ أنفسنا وصحيفتنا (اليوم) على هذه النقلة الرائعة المشهودة، وما من شك أننا سنشهد منها المزيد في الأيام المقبلة.