مع كل تعليق للدراسة تبدأ اسطوانة الهجوم على الطالب السعودي الذي لا يحب الجدية ولا يسعى إليها ولذلك يفرح بتعليق الدراسة ويتمناه!
وإذا توسع الأمر امتد إلى العائلة السعودية التي لم تخرج ابنًا جادًا يحمل المسؤولية ويدرك أهمية العلم، وإلا لماذا فرح الابن والابنة بتعليق الدراسة؟!
ولا بأس من المرور أيضا على المعلم الذي لم يستطع جذب الطالب وجعله يفرح بالدراسة أكثر من الإجازة، ومعه المدرسة ذات البيئة الطاردة التي يفرح الطالب بالخروج منها ولا يحب الرجوع إليها!
وخاتمة الهجوم -إن لم يكن معيار التنظير عاليًا- على الوزارة التي أقرت مناهج لا تربي على الجدية ولم تحول المدارس إلى حدائق غنّاء يفضلها الطالب على بيته!
والسؤال الذي يجب أن يُطرح حقيقة: هل هذه المطالبات بألا يكون أحد من الفرحين بتعليق الدراسة منطقية؟!
أعتقد أن الجواب: لا! وبدون تردد!
فالمنطق يقول: إن الإنسان لا يمكن أن يحب مكانًا يُجبر على القيام من فراشه من أجل الذهاب إليه، ويُلزم فيه بقواعد محددة، ولا يُسمح له بالخروج من داخل أسواره قبل ما لا يقل عن خمس ساعات متواصلة ولمدة خمسة أيام، حتى ولو كان هذا المكان مروجًا وأنهارًا والمتواجدون فيه أكثر الناس تميزًا ونبلًا!
ولذلك فإن الفرحة بتعليق الدراسة أمر طبيعي، ففي التعليق فرصة للنوم والتحرر من التكاليف وممارسة ما يريد الطالب من هوايات لا ما يُلزم به!
غير الطبيعي في هذه القضية أمران: جلد الذات والاستسلام للرغبات!
فاستغلال فرحة الصغير بتعليق الدراسة للهجوم على الجيل الحالي والجيل الذي قبله والمدرسة والوزارة وقيم المجتمع هو الأمر غير الطبيعي حقيقة، وأيضا تعليق الدراسة وفق الرغبات لا الاحتياج هو الأمر غير الطبيعي الآخر!
إذا كنا نريد النجاح والنهضة بمجتمعنا يجب أن نسير وفق المنطق، نراعي طبيعة البشر مع حرصنا على أن يدرك الطالب أن مدرسته -حتى ولو لم يحبها- هي بوابته نحو المستقبل، ولذلك لا بد من الصبر والمصابرة فمن لم يذق مر التعلم ساعةً، تجرع ذل الجهل طول حياته!