لا تكاد تخلو جلسة من نقاش حول أوضاع التصحيح الحالية التي يمر بها بلدنا من المواطنين والمقيمين سواء أكانت مواضيع اقتصادية، سكنية، فواتير كهرباء ومياه، متطلبات حكومية، ومرورية، وجوازات، وتأشيرات إلخ...للأسف يغلب الجانب السلبي على معظم النقاشات؛ لان المرتكز عاطفي وليس عقلانيًا ولسان حال من يتذمر، لماذا ترفع الدولة الدعم عن الوقود؟ لماذا زادت التعرفة الكهربائية والمائية؟ لماذا زادت رسوم التأشيرات؟ وتستمر التساؤلات!!.
نعلم أن بيننا أكثر من عشرة ملايين من المقيمين من إخواننا العرب والمسلمين وغيرهم ممن كانت لهم بصمات في مسيرة التنمية لبلادنا، ولا ننكر جهودهم، ونتمنى منهم كذلك ألا ينكروا فضل بلدنا على ما وصلوا إليه في بلدانهم من خلال ما اكتسبوا من عوائد مادية مجزية، إذا المصلحة مشتركة بين الطرفين فلا يتفضل طرف على آخر!
كل ما ذكر أعلاه من أمثلة على التغييرات سيعود بالنفع على البلد عاجلًا أم اجلًا، وأول بوادر الفوائد، ما نشاهده من تغيير في ثقافة المجتمع فيما يخص سلوك الاستهلاك، كذلك شبه اختفاء لمقاطع من يمارس الهياط، إما أن يكون ذلك نتيجة ثقافة الوعي أو خوفًا من سياط نقد المجتمع الواعي.
لن تتم عملية التصحيح دون مقاومة، وأحد أسلحة المقاومة ترويج الشائعات والنكات للتهبيط من العزائم أو للتهويل من النتائج إلخ...مثال على بعض الطرائف التي (تسم) البدن وتجد من بيننا من يتناقلها، وصلتني هذه الطرفة والتي تحمل العديد من رسائل الاستهجان والسخط بين السطور، قد تجد من يمررها أو من يبررها للأسف تقول (تنتهي اقامتك -تجدد جوازك- ينتهي تأمينك - تجدد الإقامة- تنتهي رخصتك - تجدد التأمين- ينتهي رصيدك تجدد الرخصة -ينتهي ايجارك تجدد الرصيد ينتهي حسابك تجدد الايجار – تنتهي صحتك تجدد الحساب- تنتهي امالك تجدد الصحة وأخيرا – الفاتحة إلى روح المغترب!!) رددت على زميلي المغترب بعدد من الأسئلة المنطقية ولم يكن للعاطفة مكان، قائلا له، ماذا لو عشت في أوروبا أو أمريكا، كم ستدفع ضرائب من دخلك، وفيما يخص الجواز والإقامة والايجار إلخ...هل هناك دولة في العالم تستطيع أن تعيش فيها دون إقامة أو جواز ودون أن تدفع ايجار منزل وكهرباء وماء، وهل سألت عن تكلفة المعيشة هناك وقارنتها بالمعيشة في بلدك الثاني(السعودية)!؟ لم يرد علي بعد!
نحتاج أن نكون حكماء فيما نقول ونعمل، نحتاج أن نثمن كل كلمة عن بلدنا قبل أن نلقيها، أحيي ذلك الرجل الوقور الذي رد على من كان يتسيد الاستراحات في الحديث عندما رد بكل احترافية، لا يتسع المقال لذكر كل ما قاله، ولكن ختم بهذه الجملة التي تكتب بماء الذهب (لا نصيح فنحن في المسار الصحيح).