لا يختلف أي مراقب سياسي إزاء ما حدث في الغوطة من مجازر فظيعة هي الأكبر من نوعها منذ الحرب الدائرة في القطر السوري على أنه جريمة حرب، تضاف الى سلسلة من جرائم الحرب التي ارتكبها النظام السوري على مرأى ومسمع من المنظمات الدولية والدول الكبرى وسائر دول العالم التي مازالت تنادي بأهمية رحيل هذا النظام الدموي حتى تستعيد سوريا عافيتها وسلامتها.
واجتماعات مجلس الأمن لن تؤدي الى حلحلة الأزمة القائمة ما لم تستند الى مجموعة القوى الكبرى في العالم لوضع حد حاسم وقاطع لما يجري من مهازل فظيعة، يمارسها النظام الأسدي مستهينا بكل القرارات الأممية ذات العلاقة بعدوانه الآثم على الشعب السوري، فالتنادي لعقد الاجتماعات ليس الأول من نوعه، فلطالما عقدت سلسلة من الاجتماعات الطارئة لبحث عدوان النظام على السوريين دون الخروج بفوائد تذكر.
الإدانة والشجب والاستنكار لم تعد مجدية مع النظام السوري الأرعن الذي استباح دماء السوريين وأتى على الأخضر واليابس في هذا البلد المنكوب بزعامته الطائشة، وآن الأوان لوضع نهاية لا بد من وضعها لإنهاء معاناة شعب ذاق الأمرين من ويلات وجبروت وطغيان وظلم نظام لا يستمرئ الا القتل، ومازال يضرب عرض الحائط بكل الحلول العقلانية لانهاء الأزمة القائمة.
إحراق الغوطة بالطريقة التي مارسها النظام ليست المرة الأولى من نوعها، فقد مارس سلسلة من الإبادات الجماعية للشعب السوري في العديد من مدنه بدم بارد واستهانة بالغة بكل الحقوق التي جاءت في مختلف المواثيق الدولية، فالنظام يمارس القتل لرغبته الشريرة في الاجهاز على الشعب السوري وتعطيل كل الحلول السلمية التي كان بالامكان الالتزام بها لانهاء الحرب الدائرة على الأرض السورية.
أهالي الغوطة ينتظرون الموت في كل اللحظات، وقد سقط منهم المئات ما بين قتيل وجريح، والعالم بأسره يرى تلك المذابح دون أن يحرك ساكنا، فمجازر الغوطة التي تعد من أعنف عمليات القتل والقصف التي شنها النظام منذ بداية الحرب تعطي دليلا واضحا على أن النظام لن يصغي لأي نداء عربي أو إسلامي أو دولي لإيقاف مجازره الفظيعة، وأنه ماض في ارتكاب حماقاته دون توقف.
وقد أكدت المملكة مرارا وتكرارا على أهمية الخلاص من النظام السوري كحل وحيد لعودة الأمن والاستقرار الى الربوع السورية، فالهدنة الجديدة التي دعت اليها بعض الدول لن تصمد طويلا، وسوف يخرقها النظام الدموي الفاشي كغيرها من الهدن السابقة، فهو نظام يقوم على ممارسة القتل ولن يتحقق السلام على الأرض السورية مادام هذا النظام على سدة الحكم فيها.