بعد أن قرأت مقالته أمس في هذا المكان أسجل لصديقنا نجيب الزامل اكتشافه لعدوى العطسة الإسلامية، التي اعتبرَها أجمل وأحلى عدوى يمكن أن يحصل عليها إنسان، فما هي العطسة الإسلامية.؟! يرى نجيب النجيب، وأنا معه، أن الدين الإسلامي ينتشر بقوة بين الناس بمجموعة من أنواع العطاس الإيجابي مثل الأمانة في التجارة كما فعل الحضارم حين هاجروا لبعض دول شرق آسيا، ومثل سلوك اللاعب المصري، الموهوب في نادي ليفربول الإنجليزي، محمد صلاح؛ ومثل مخاطرة مبتعث سعودي بحياته لإنقاذ طفلة في ميتشيجن تعرضت لحادثة غرق. وكما ترون فإن كل الأمثلة تتعلق بالسلوك وبممارسة قيمة القدوة التي لا تحتاج إلى طول كلام ولا تحتاج إلى رص الأدلة على حب أو كره الآخر.
وفي سياق هذه العطسة، سأذكر لكم هنا قصة شخصية حدثت معي في مدينة هيوستن الأمريكية، التي أقمت بها قرابة سنتين ونصف السنة. كان ابني عبدالعزيز في المرحلة الإعدادية، وكان لديهم مدرس أمريكي متدين. وكلما مر ذكر المسيح أو السيدة مريم، عليهما السلام، سأل المدرس عبدالعزيز، دون غيره من الطلاب، إن كان يوافق على ما يقوله أم لا؟! اشتكى ابني لي من هذه الانتقائية وبأنه يحرجه تقريباً كل يوم في هذه الأسئلة. وقتها طلبت مقابلة هذا الأستاذ. وحين اجتمعت به فهمته، بهدوء شديد وابتسامة عريضة، أن ما يفعله مع ابني خطأ على المستوى الديني والإنساني. ووظفت هذه الفرصة لأحدثه عن مكانة كل من المسيح والسيدة مريم عند المسلمين وأنا وابني منهم. وبعد انتهاء حديثنا دعاني مبتسماً، بعد أن كان شديد التجهم، إلى فنجان قهوة على حسابه وهذا يعد كرماً عظيماً عند الأمريكان. ولم نلبث بعد ذلك أن أصبحنا أصدقاء وأصبح عبدالعزيز أحب الطلبة إليه.
لقد كسبته إلى صفي وإلى صف ديني بالكلمة الطيبة والنقاش الهادئ المتزن. ولو أنني شتمت أو تعسفت أو جَرّحت في سلوكه ودينه ما تحقق هذا المكسب الكبير. وبذلك يا عم نجيب أنضم إلى قافلة عدوى العطاس الإيجابي وأسجل نفسي على قائمة الحضارم ومحمد صلاح وكل مَنْ دعا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والسلوك القويم.