عرفت المملكة منذ قيام كيانها الشامخ على يد مؤسسها وباني نهضتها الحديثة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وعهود أشباله -يرحمهم الله- وحتى العهد الحاضر الزاهر الميمون تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بدبلوماسيتها المتميزة وسياستها الحكيمة التي استطاعت من خلال ممارستهما حلحلة الكثير من القضايا والأزمات العربية المستعصية.
تلك الأزمات المعقدة تمكنت المملكة من تسويتها مع الأشقاء والأصدقاء بما حظيت به من ثقل سياسي مميز تمكنت معه من بذل مساعيها الحميدة للمشاركة الفاعلة والمؤثرة في الوقوف على أنجع الحلول وأمثلها للوصول إلى تسويات عقلانية وراجحة للعديد من الأزمات، وهو أمر واضح لدى المتابعين لسياسة المملكة الحكيمة التي ساهمت مساهمة جادة في تسوية الكثير من القضايا في بؤرها الساخنة.
زعماء العالم يشهدون أن القيادات الحكيمة بالمملكة منذ عهد التأسيس وحتى اليوم كان لها الفضل والسبق في دراسة معظم القضايا العربية والإسلامية والدولية وابداء الآراء الحكيمة التي من شأنها الوصول إلى نهايات سليمة وسديدة لها، وتلك أمور مشهودة يؤيدها أولئك الزعماء من خلال اشادتهم بالدبلوماسية السعودية الحكيمة والمرئيات السياسية الصائبة التي تعد من أفضل المسالك لحلحلة قضايا العالم وأزماته.
وازاء ذلك فان المملكة من خلال مشاركتها في ابداء آرائها السديدة حيال قضايا العالم تمكنت بالفعل من المشاركة في صنع القرارات الدولية المهمة، وتلك مشاركة تبدو واضحة من خلال ما بذلته وتبذله المملكة من مساعٍ حميدة في مختلف المحافل الدولية من أجل تأييد مبادئ وقرارات ومواثيق المؤسسات والهيئات الدولية ذات الشأن بنشر السلم والأمن الدوليين.
عودة قيادات العالم إلى المملكة للحصول على مشورتها ورأيها حيال سائر القضايا المعقدة في العالم تمثل اعترافًا ضمنيًا بما يملكه قادة المملكة من حكمة وآراء سديدة وصحيحة لمعالجة أسخن القضايا وأصعبها في العالم، وقد شاركت المملكة في كثير من النقاشات والمداولات حيال تلك القضايا في المحافل الدولية، وأعجب العالم بأسره بمساهمات المملكة الجادة والحثيثة من أجل الوصول إلى تحقيق أقصى مستويات الأمن والسلم في شتى أنحاء المعمورة.
السياسة الهادئة والحكيمة والمتزنة التي تميزت بها قيادات المملكة منذ عهد التأسيس وحتى العهد الحاضر مازالت محط اهتمام وعناية قادة العالم، فهم يرون في المملكة طوق نجاة لأزمات متعددة تمكن قادتها من طرح آرائهم السديدة حيالها، وتلك آراء لاشك أنها تمثل مساهمة حيوية وجادة لدفع عوامل الأمن والسلم وتحقيقهما على أرض الواقع، والعمل على انهاء الحروب والإرهاب والأزمات في أي جزء من أجزاء العالم.