عندما نزور أي احتفالية، نجد الاستقبال الراقي من ابنائنا وبناتنا المتطوعين والمتطوعات الرائعين والرائعات، من يرحب بالزوار شارحين لهم محتوى الملتقى بشغف ويتجاوبون بكل احترافية مع تساؤلاتهم رغم كثرتها وتكرارها و(غثاثة) بعضها من البعض وهم قلة!
كلما أشاهد هذا الرقي واللباقة والانضباط والتجانس بينهم كفريق عمل واحد، أتذكر ما يقوله عنهم الاستاذ نجيب الزامل رئيس مجلس ادارة جمعية العمل التطوعي من وعي وحب للعمل التطوعي، اذ لا يذكر اسم الاستاذ نجيب حتى تقترن مفردة (التطوع) بشخصه الكريم، ولا غرابة ان تكون المنطقة الشرقية، الرائدة في العمل التطوعي.
فيما يخص الاعداد بالتفصيل، اذكر لكم ما قاله الأمين العام لجمعية العمل التطوعي الاستاذ محمد البقمي في حفل اطلاق «تقرير حالة التطوع بالمنطقة الشرقية» جمعية العمل التطوعي في المنطقة الشرقية عن تسجيلها أكثر من 23 ألف متطوع خلال ثماني سنوات، 39% منهم في الدمام والخبر، و26% في الأحساء، فيما توزعت بقية النسب على بقية محافظات المنطقة الشرقية.
هناك أكثر من نصف المتطوعين في الفئة العمرية بين 18 و35 سنة، في حين بلغت نسبة النساء المتطوعات 67% مقابل 33% للرجال. مضيفا ان اكثر من نصف المتطوعين ممن يحملون شهادات جامعية.
كنت أتساءل عن امكانية الاستفادة من خبرة المتقاعدين، كشركة أرامكو السعودية الرائدة في مجال التطوع ولها باع طويل فيه، ما ذكره الاستاذ محمد حول نسبة تفاعل واشتراك المتقاعدين قليلة جدا ولا تتجاوز 3% مقارنة بـ41% موظفين و37% من الطلاب، اين دور جمعية المتقاعدين؟ فهناك نخبة من المتقاعدين ممن لديهم كم معرفي هائل في الاقتصاد والادارة وغيرها.
بحكم ان لدينا 94 فريقا تطوعيا تقدر ساعات عملهم بما يزيد على 8 ملايين ساعة، وتم تقديم اكثر من 2160 فرصة وظيفية، ونتيجة لهذا العدد الكبير من الفرق التطوعية كان لابد من ايجاد شراكات مع الجهات الحكومية والخيرية والقطاع الخاص، وهذا ما تم فعله بحمد الله، فقد وقعت الجمعية 47 اتفاقية شراكة في السنوات الثماني الماضية.
الان اصبح للتطوع مكان رسمي بل اصبح جزءا لا يتجزأ من التنمية المستدامة كرديف مواز للتنمية الوطنية بجانب القطاع الحكومي والخاص، مما يتماشى مع رؤية 2030 ان يصل عدد المتطوعين الى مليون متطوع ومتطوعة بحلول عام 2030، وبهذا تكون المملكة بلد المليون متطوع.