ما يتم كتابته وتداوله في وسائل الإعلام العالمية عن المملكة ليس بالشيء الجديد، سواء أكان ما يتم كتابته إيجابيا أو سلبيا. فموقع المملكة الدولي من ناحية القوة السياسية أو التأثير الاقتصادي على المنطقة يجعل المملكة المادة الأكثر إثارة لكل قارئ منذ نشأتها وتأسيسها على يد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه -. فمنذ تلك الفترة تسابقت كل الدول الكبرى لتكون المملكة الحليف الإستراتيجي الذي يتم التعامل معه الند بالند. وكون العالم مر بمراحل فيها الكثير من التصعيد العسكري أو الركود الاقتصادي فقد كانت المملكة دائما هي المحور الأساس الذي ينظر له الإعلام وينتظر ما ستقوله وسائل إعلامها الرسمية. وهذه المكانة التي تتمتع بها المملكة تحتم وجود إعلام سعودي قوي ومحللين يستبقون الأحداث لما يمكن أن يمر به الشأن المحلي أو ما يمكن أن تمر به المنطقة أو أحداث عالمية تكون ذات تأثير مباشر علينا. ومر على العالم - خلال عشر سنوات مضت - أكثر من حدث، مس المملكة بطريقة مباشرة مثل أحداث 11 سبتمبر، وبطريقة غير مباشرة مثل أحداث الربيع العربي. وبالطبع أتى لاحقا ما يحدث في اليمن. وفي كل مرة يصبح الإعلام هو المحور الأساس في توجيه الأحداث والتأثير على الرأي العام.
ولهذا، فلزام علينا أن نأخذ بما يطلق عليه الضربات الاستباقية الإعلامية. وهذا يحتم وجود تقارير مستمرة من مراكز تحليل (ثينك تانك) تكون لديها المعلومة التي من خلالها من الممكن توضيح أمور كثيرة للعالم الخارجي وعدم ترك الخارج يتحدث عنا، في وقت الكثير من القضايا العادلة من الممكن أن يتم خسارتها؛ بسبب عدم الاستخدام الأمثل للوسيلة الإعلامية المناسبة، التي تخاطب المتلقي في الداخل أو في الخارج.
فبعد نشر خبر يخص الشأن السعودي ويكون الخبر فيه نوع من التشويش ويكون الخبر معروفا هدفه، فمن الصعوبة بمكان أن تستطيع أي منظومة إعلامية تصحيح مسار الخبر أو إيضاحه؛ لأن الطرح والتحليل الأول هو ما يكون له التأثير الأكبر على الرأي العام. ونمط إيصال المعلومة تغير واصبح أسرع، فلا يوجد حل إلا بالضربات الإعلامية الاستباقية.