** لا صوت يعلو هذا المساء على ديربي العاصمة الرياض، ولا حديث يرتفع فوق الهلال والنصر، حيث الندية والعراقة والتاريخ!!
** الفريقان كتابان مفتوحان للجميع، فالهلال تبدو حظوظه أكبر لخطف النقاط الثلاث من غريمه التقليدي النصر، ومؤكد أن الفوارق الفنية والإدارية ترجح كفته بشكل ظاهر وملموس، غير أن الديربي لا يعترف بالفوارق ولا الإمكانات، ولا بمَنْ سيحضر أو يغيب، وهنا حجر الزاوية الذي ربما يغيّر ملامح وهوية بطل الدوري.
** إن انتصر الهلال فربما تكون النقاط الثلاث مهر بطولة الدوري هذا الموسم، وهنا أضم صوتي للنجم الكبير يوسف الثنيان في الحوار الذي ننشره في عدد اليوم، فالفيلسوف يرى أن نقاط النصر ستدفع بالهلال إلى اللقب، وإن زدت على الثنيان فمؤكد أنني سأنحاز أيضا إلى رأي الخبير نواف بن محمد، الذي يرى أن الفوز على النصر حصيلته ست نقاط كاملة.
** الظروف كلها مهيأة للهلال بأن يكتسح النصر في ظل وضعه الحالي، ففارس نجد يعيش مرحلة تغيير جلد على كافة المستويات (إداريا وفنيا وعناصريا)، وبالتالي قد يعلو كعب الزعيم هذا المساء على رفيق دربه.
** جماهير الهلال لا تخشى على فريقها إلا من الهلال نفسه، فمتى أحس اللاعبون بأهمية المرحلة، وخطورة موقف الفريق بعد مسلسل نزيف النقاط، وتعاهدوا على نسيان المرحلة الماضية وإسعاد جماهيرهم بنقاط الغريم التقليدي، فإن أمسية الرياض والعلم عند الله ستكون زرقاء فاقعة اللون.
** العالمي الجريح لديه كبرياء وتاريخ، ومتى حضر نزر من تاريخ النصر وقليل من كبريائه فإني أجزم بأن الهلال سيعاني كثيرا هذا المساء، وقد يخرج صفر اليدين، بخسارة مزدوجة ومضاعفة، فكما هو الفوز للأزرق بمثابة النقاط الست فإن الخسارة كذلك وربما تزيد.
** الأوضاع مختلفة والطموح متباين بين الفريقين، وما أتمناه أن تظهر قمة الرياض بمستويات فنية متميزة حفاظا على اسم وقيمة ديربي الهلال والنصر من جهة وتأكيدا لمرحلة التغير والتطوير التي تشهدها رياضتنا من جهة أخرى.
** ديربي الهلال والنصر كان عليلا لسنوات طويلة، ولن أبالغ إن قلت إنه فقد بعض بريقه ووصل لمرحلة «ديربي كيف الحال»، لذلك تبقى الكرة في ملعب نجوم الفريقين هذا المساء لتقديم ما يليق بهم وبتاريخ العالمي والزعيم.
** طاقم التحكيم لم يعلن عنه حتى ساعة كتابة هذه الأحرف، وبالتالي أكثر ما أخشاه أن تتواصل كوارث الحكام الأجانب من قبل بعض الأسماء، التي حضرت مؤخرا للدوري، ولعل في حكاية الحكم (بائع الشاي الأخضر) ما يجعلنا نتوجس ونرتاب من تحكيم أي كلام.
** كل التوفيق للهلال والنصر بليلة استثنائية تعيدنا لذلك الزمن الجميل، الذي عشنا وعاش الكثير معه أجمل سنوات الكرة السعودية، وعلى دروب الخير ألقاكم بحول الله في الأسبوع القادم ولكم تحياتي.
