عملية التوطين التي تقودها وزارة العمل تسير بشكل صحيح ومتدرج، وبالتأكيد ستساهم في إحلال المواطن مكان الوافد مع مرور الوقت، مما يساهم في تقليص نسبة البطالة التي أكدت عليها رؤية المملكة 2030، ومما يلفت النظر أن أغلب برامج السعودة ركزت على المهن مثل بائع وسائق ومشرف مبيعات ومشرف موظفين وموظف استقبال وغيرها، وهذه لا تتطلب خبرة طويلة أو ممارسة وتدريبا حيث بإمكان المواطن أو المواطنة أن ينطلق في هذه الأعمال مباشرة ولا خوف عليه من التعثر مطلقا، ولدينا شواهد كثيرة على ذلك، حيث انطلقت المرأة السعودية في مهنة بائعة المستلزمات النسائية بشكل جيد وتمارس عملها بكل احترافية، وكذلك الشاب أثبت كفاءة عالية وانضباطا في العديد من المهن التي أوكلت إليه.
أتوقع خلال السنوات الخمس القادمة -بإذن الله- ستتم سعودة جميع المهن التي تم الإعلان عنها مؤخرا وبنجاح تام بحكم أنها لا تحتاج تدريبا أو خبرة، ولكن تكمن الصعوبة في رأيي عند البدء في تطبيق سعودة الحرف، ويجب هنا أن نفرق بين المهن والحرف، فالأولى سهلة ويمكن التأقلم معها بسهولة، أما الثانية فلا يمكن النجاح فيها بدون تدريب وممارسة طويلة مثل السباكة والنجارة والكهرباء وفني التكييف والأجهزة بمختلف أشكالها والسيارات، لذلك من المفترض البدء من الآن بإنشاء معاهد أو مراكز تعطي دورات عن كيفية التعاطي مع هذه الحرف والتعامل معها بشكل احترافي؛ لنستطيع سعودة نسبة بسيطة في الوقت القريب، فجميع هذه الحرف بأيدي وافدين ولا يمكن أن يتم احلالها بمجرد قرار توطين فقط، بل لابد من التأهيل والتدريب مسبقا وتجهيز الأرضية المناسبة للشاب السعودي لاقتحام هذا المجال بقوة ويصبح خير بديل ويكتسب ثقة المستفيد.
مما يميز الحرف أنها تدر دخلا كبيرا ويستطيع المواطن إذا تمكن من أسرارها ومفاتيحها أن يحقق ثراءً ولدينا شواهد على أرض الواقع، حيث إن الوافد الذي يعمل في الكهرباء أو السباكة أو غيرهما من الحرف لديه الكثير من المشاريع والفلل السكنية بأرباح مجزية وكلما تمكن من عمله ازداد دخله، فهل يقتحمها أبناؤنا؟ نتمنى ذلك والباب مفتوح.