لا يتسنى لأية خطة من خطط التنمية، إلا ويتعمق بها روافد لدعم عمل المرأة، وتثبت الصورة مع تطويرها، ما وصلت اليه المرأة العاملة في السعودية، ومن جديد عادت جهات عدة منها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، لتجدد العطاء المستمر في دعم المرأة العاملة، وإيقاف الحد من التسرب الوظيفي الذي كثيرا ما يكون احد مسببات البطالة التي وصلت الى نسبة 33%.
ربما ستتمكن البرامج التي تم طرحها بالتنسيق مع صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) من تحقيق صورة جديدة لعمل المرأة، لا توقف هذه المرة على التوظيف وإنما على دعم الموظفة وهي على رأس العمل، عبر برنامجي «وصول» وبرنامج «قرة»، لإنهاء معاناة العديد من العاملات وتوفير البيئة المناسبة لضمان استمرارية العمل، حيث كانت المواصلات حجر عثرة لوصول الموظفة الى المقر الوظيفي، وتزايدت المشكلة لمن لديهن أطفال ما طاب اليهن ترك العمل لاعتبار ذلك احد المعوقات، إلا انه وبالدعم الذي طرحته الوزارة سنرى صورة جديدة ونتخلص من أرق «التسرب الوظيفي». أتمنى ذلك.
جميع الأطراف تحالفت لتهيئة البيئة والسبب هو «تمكين المرأة»، وما دور الموظفات الا تطوير العمل والحفاظ على تواجدهن من اجل تقوية دعائم السوق وتحقيق الهدف للاقتصاد الوطني، لاسيما ان رؤية المملكة 2030 تهدف الى خفض البطالة الى 7%، ومع توافر كامل المقومات الهامة سنرى صورة حديثة تتناسب والتطلعات المستقبلية.
الشراكات الاستراتيجية ورسم السياسات العامة للعمل، ركائز هامة تسهم في رفع الامكانات الوظيفية وتحقق تطلعات سوق العمل السعودي، فالقطاع الخاص في الوقت الراهن يحتاج الى قوة داعمة لاعتباره نواة عملية التنمية والتقدم الاقتصادي وتحسين قوة الاداء العام عبر الاستقرار الوظيفي. الذي يساعد على نشر ثقافة العمل بروح الفريق الواحد لأن الهدف مشترك لدى الجميع كذلك يساهم بشكل كبير في الاحتفاظ بالكفاءات والخبرات المميزة لأن هجرة هذه الكفاءات خارج المؤسسة تكبدها كثيرا من الجهد والتكلفة المادية في تعويضها.
فالاستقرار والأمان الوظيفي تعود ايجابياته على العاملين وعلى المؤسسة، فهو عنصر وعامل نجاح جوهري في أية مؤسسة لأنه يخلق جو الولاء والانتماء لدى الموظفين تجاه مؤسستهم مما يدفعهم إلى الإبداع والتطوير في أعمالهم وبذل قصارى جهدهم في تحقيق الأهداف، مما يحقق نجاحها وتطورها واستمراريتها، وبالتالي بقاؤهم في أعمالهم. علما انه توجد مقاييس عدة للاستقرار الوظيفي وتحقيق بيئة عمل نموذجية ذات اطار هادف يسهم في الحفاظ على الانتاجية والنشاط المستمر مع الكفاءة والجودة في تقديم الافضل.