تقول تقارير صحافية إن الكويتيين أكثر الخاسرين من مضاربات العملة الرقمية البتكوين، وأنهم خسروا ما يقرب من 500 مليون دولار إلى أمس الاثنين بعد أن هبطت هذه العملة الغريبة إلى 8000 دولار مما فوق 20 ألف دولار قبل أسبوعين فقط. طبعاً هناك عرب آخرون خاسرون وربما يكون محيطهم الجامع والمانع هو منطقة الخليج التي يلهث أهلها خلف كل ظاهرة استثمار حتى لو لم تتجاوز نسبة الثقة بها 10 في المائة.
أنا شخصياً حكيت رأسي عندما لامست البتكوين سقف العشرين ألف دولار، وسألت في تويتر وعلى مجاميع الـ «واتس» عما إذا كان هناك أحدٌ يفتيني أو يفتينا في هذه المسألة التي تشتعل بالدولارات كاشتعال النار بالهشيم. وقتها لم يجب أحد عن سؤالي سوى بعض المجتهدين الذين أدلوا بأقوال غير شافية ولا مقنعة، من بينها أن (النحشة) من هذه العملة هي قمة الشجاعة الاستثمارية لدى صغار وكبار المستثمرين.
لكن، بغض النظر عن شخصي الحذر والضعيف، كيف تقنع المغامرين والطامعين الذين جمعوا مدخراتهم وألقوها في بطن هذا الاستثمار الذي يبدو أنه افتراضي ووهمي إلى الآن؟ والسؤال الآخر هل قامت الأجهزة الرسمية والمصرفية في بلداننا بما عليها من واجب التوعية والتحذير من مغبة الاستثمار في البتكوين.؟! الإجابة الفورية هي ألا أحد قدم للناس كلاماً واضحاً وصارماً تجاه هذا الاستثمار الخطير جداً.
كل ما هنالك رسائل متضاربة وغير واثقة مما تنقل أو تقول. حدث ذلك حتى في أعتى الأسواق الاستثمارية في الغرب التي قالت بعض دوائرها المصرفية إنها تفكر في الاستثمار في هذه العملة ثم يفاجأ الناس ببيانات تحذيرية منها في اليوم التالي، وبأنها قد تلتهم المدخرات بلا طائل أو ضمانات.
في حدود خبرتي الحياتية، وهي طويلة ومتنوعة، لم يحدث أن سقط العالم في اختبار استثماري كما يسقط الآن مع البتكوين، أو ربما أنني مثل كثيرين في هذا العالم لم أفهمها ولن أفهمها. كل ما بوسعي أن أقدم عزائي للمندفعين والخاسرين في استثماراتهم فيها.