ليس المقصود هنا قيادة السيارة فقد فرغنا من ذلك. المقصود هو أن نلفت إلى قيادة النساء لكل مفصل من مفاصل الحياة والتنمية في بلادنا. لم يصدقني أحد حين قلت، قبل سنوات، إن المرأة السعودية قادمة - وبقوة - لتحتل مكانها الصحيح والمستحق في كل الوظائف وفي كل مجالات (البزنس) التي لم تعتد تستثني نفسها منها؛ كونها امرأة لا تقدر على ما يقدر عليه الرجال.
في عدد من مجالس إدارات الشركات والمؤسسات العامة تقود السعوديات الآن، عن علم وخبرة، الكثير من مناحي تطور هذه الشركات والمؤسسات بعد أن كان فعل القيادة المؤثر محرّمًا عليها، أو على أقل تقدير بعد أن طال التشكيك بقدراتها ومهاراتها القيادية.
والمشكلة أن هذه الأحكام الجائرة أو المشككة لم تنتج عن تجربة، بل هي محض موروثات وانطباعات تحولت مع الوقت إلى يقينيات يصدقها ويمارسها الجميع.
أنا على الصعيد الشخصي من الموقنين بأن المرأة في مركز القيادة أكثر التزامًا وأكثر حرصًا على النجاح والتقدم. وهي أيضا أقل جرأة على ارتكاب الفساد الذي اشتهر به في عالمنا آلاف الرجال الأقل قدرة على مقاومة إغراءاته ومطامعه. في تاريخ المملكة لم نسمع عن امرأة واحدة في موقع المسؤولية ارتكبت جريمة فساد، بينما سبحة الفاسدين تكر كلما فُتح الملف أو جرى الحديث عن هذا المسؤول أو ذاك.
وما دمنا قد مكّنا المرأة في هذه المرحلة في بعض المراكز القيادية فعلينا أن نذهب إلى أكثر من ذلك ونمكنها من الوزارات والسفارات والهيئات التنموية العامة، بحيث تكون وزيرة وسفيرة وصانعة للقرارات التي تحقق اختراقات واضحة في المسائل التي راوحت مكانها على أيدي الرجال لعقود من الزمن.
من الضروري أن نملك جرأة أكثر من التي نملكها الآن لنستفيد من طاقات النساء المتميزات بقدراتهن ومواهبهن القيادية، لكي لا يأتي يوم ونقول، كما نقول الآن، ليتنا لم نتأخر.