افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية وبحضور نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان - يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من صفر أكاديمية الفوزان لتطوير قيادات المؤسسات غير الربحية.
كانت أمسية جميلة شهدت حضورا حاشدا من مختلف الجهات العامة والخاصة.
لم يكن الهدف من الافتتاح مباركة المبنى وما يحتويه من تجهيزات كبيرة ولكن ليشاهدوا على أرض الواقع ورش عمل ودورات رجالية ونسائية في تطوير الأعمال القيادية التطوعية والتي شارك فيها نخبة من المجتمع جمعها طلب الثواب من الله والرغبة في العمل الخيري.
تعريف بالأكاديمية:
برزت فكرة الأكاديمية في رحاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وبمشاركة ودعم مالي سخي من «برنامج الفوزان لخدمة المجتمع» لإنشاء أكاديمية تعنى بتطوير القيادات في العمل غير الربحي.
تم اختيار موقع الأكاديمية ضمن الحرم الجامعي الذي شهد ولادة كلية البترول والمعادن «جامعة الملك فهد للبترول والمعادن» حاليا التي تطورت بفضل من الله وبدعم قيادة الدولة لتصبح صرحا علميا له مكانة مميزة ضمن أفضل الجامعات في العالم، ندعو الله أن يوفق القائمين على الأكاديمية ليصلوا بها لتكون صرحا مميزا في تطوير قيادات المؤسسات غير الربحية.
عمل فريق استشاري يمثل «جامعة الملك فهد للبترول والمعادن» و«مجموعة الفوزان» لتطوير الأكاديمية ولتطوير شراكات عالمية لبلورة برامج في القطاع غير الربحي تراعي متطلبات المجتمع وتحقق رؤية 2030.
استمر عمل الفريق لسنوات تمكنت الأكاديمية بعدها من إثبات قدراتها في عقد برامج أتاحت لأكثر من (223) مديرا تنفيذيا من أكثر من 120 محافظة ومدينة وقرية في المملكة العربية السعودية المشاركة فيها.
كونت الأكاديمية شراكات مع وزارات وشركات ومؤسسات محلية لدعم برامجها المختلفة.
العمل التطوعي ليس بجديد على مجتمعنا المحب للثواب والخير ومساعدة ذوي الحاجة ولكنه بني غالبا على اجتهادات فردية أو جماعية داخل أروقة جمعيات خيرية، وهذا ما حفز المؤسسين على تطوير أكاديمية لتخريج المهتمين والعاملين في المؤسسات غير الربحية في جميع مجالات العمل التطوعي من خلال برامج أكاديمية معترف بها عالميا.
العمل التطوعي شامل يضم كل فئات المجتمع ويتفرع الى عدة تخصصات تعنى بجمع المال وإدارته وتوزيعه ونشر ثقافة العمل التطوعي والتأكيد على أهميته في المجتمع، لقد خلق الله عز وجل الإنسان وخلق فيه قدرات دفينة في مجالات عديدة من ضمنها العمل الخيري، ويأتي دور الأكاديمية من خلال برامجها المختلفة في إبراز بعض هذه القدرات وصقلها ليتسنى وضع الشخص المناسب في الموقع المناسب.
تشتمل برامج الأكاديمية على ورش عمل ودورات وبرنامج للدبلوم والابتعاث للدراسات العليا وكلها تصب في الأعمال غير الربحية، ويقوم على تنفيذها نخبة من المدربين والمحاضرين المحليين والعالميين، وجميع هذه البرامج معترف بها عالميا.
وكما أن للرجل دورا فاعلا في العمل غير الربحي فان للمرأة دورا حيويا في هذا المجال، لما تتمتع به المرأة من قدرات كبيرة في العمل التطوعي وبما تحمله من قلب كبير مفعم بحب العمل الخيري، تشارك المرأة الرجل في الدوافع التي تحثهم على البذل والعطاء من أهمها الأجر، والثواب من رب العالمين ودوافع اجتماعية وتربوية وتثقيفية للمساعدة في تحسين البيئة الاجتماعية للمجتمع.
خطت المرأة خطوات كبيرة في المساهمة في العمل التطوعي والعمل الخيري منخلال إدارتها وتشغيلها للجمعيات الخيرية ولا تخفى مساهمتها في التنميةالوطنية الشاملة على جميع الأصعدة.
أتت رؤية 2030 لتعطي للمرأة مكانة في بناء المجتمع ولتساهم في مختلف القطاعات ومن ضمنها العمل غير الربحي، وقد أظهرت الدراسات النمو السريع لدور المرأة عالميا في قيادة هذا القطاع.
تعمل الأكاديمية على تنمية قدرات المرأة في إدارة الأعمال غير الربحية.
أختم بأن العمل التطوعي من الأعمال التي حثنا عليها الرب «عز وجل»، «وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله اليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين».
وقال صلى الله عليه وسلم «خير الناس أنفعهم للناس».
جزى الله خيرا كل من قام وساهم ويعمل في النهوض بهذه الأكاديمية.
أسأل الله أن يديم علينا الأمن والأمان ويعيننا على عمل الخير.