أنا في الكويت العزيزة والحبيبة، حيث أقدّم ورشة عمل في العلاقات العامة لعددٍ من البنات والشباب المتحمسين لتطوير مهاراتهم في هذا المجال، لا سيما أن الورشة لها علاقة بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة. هذه المشاريع التي تأخذ كل دول الخليج الآن بزمامها، وتمكن الجيل الجديد منها؛ باعتبارها من ضمن الرهانات الناجحة للحلول الاقتصادية ومكافحة البطالة.
وبالمناسبة، وهذا من أدلة تشابهنا كدول، كلنا في دول الخليج نعاني من بطالة الشباب، وإن تمايزت أسواقنا في حجمها وقدراتها. ومن بين أسباب هذا التشابه أعداد الوافدين الذين ركّزوا أقدامهم في كثير من مواقع العمل الحكومية وغير الحكومية وعضُّوا عليها بنواجذهم.. أنت تسمع الشكوى من هذه الظاهرة في السعودية، كما تسمعها في الكويت وعمان والبحرين.
وما يطمئننا جميعًا أن هناك إدراكًا جيدًا من حكومات المنطقة للمشكلة، وبالتالي هناك معالجات لها على كل المستويات والهيئات التي أنشئت بغرض حلحلة الأمور، وتمكين الشباب والفتيات في نطاق ريادات الأعمال، حيث يوجد إلى الآن في الكويت، على سبيل المثال، ما يقرب من ٣٤ ألف منشأة صغيرة ومتوسطة، والعدد مرشّح للزيادة.
هذا شيء، والشيء الآخر من الكويت أن أشقاءنا الكويتيين يعيشون هذه الأيام مناسبة فبراير، ويحتفلون، سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا، بمرور ١٢ سنة على تولي الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم في بلادهم. وهم، كما حدّثني بعضهم، يحمدون لهذا العهد الأمن والاستقرار وتطور البنية التحتية بمختلف مجالاتها، وينتظرون، أيضًا، إنجاز عدد من المشاريع الإستراتيجية الجديدة التي ستضيف فرصًا هائلة وتعظم من شأن التقدم الاقتصادي المنتظر.
وبناءً على ما يطفح به (تويتر) من مفارقات عبر كثير من أصدقائي الكويتيين عن حبهم للمملكة وقيادتها وشعبها. وبأنهم يقفون على مسافة قريبة جدًّا من السعوديين. وأنا لا أشك في ذلك مطلقًا، فما بين الكويت والمملكة من علاقات تاريخية طويلة وخاصة، وما بينهما من وشائج قربى ونسَب وحب لا يمكن أن تؤثر فيها مفارقات الأحداث، ولا يمكن أن ينال منها المتربصون أيًا كانت أدواتهم واحترافيتهم. حفظ الله المملكة وحفظ الكويت، وحفظ حبنا لبعضنا، وكفانا شر أعدائنا.