نحن سعوديون ونفخر بذلك! وفخرنا ببلدنا يعني فخرنا بعمقنا العربي والإسلامي الذي نحن قلبه وقِبلته!
وفي كل قبيلة من قبائل المملكة العربية السعودية، وكل عائلة ومنطقة مكارمها وكِرامها، مما يرتفع به رأس كل سعودي، فالوطن واحد، والدين واحد، والأب واحد، والعادات متقاربة، والاختلاف إن وجد فهو اختلاف تنوّع في المكارم، لا اختلاف تضاد، ولذلك ففخر كل سعودي هو فخر للسعوديين، بل وللعرب والمسلمين!
هذان الأمران يجب أن يدركهما كل مواطن سعودي، فلا يُسمح لعنصري ومتعصب بأن يرسخ عكسهما، فيقدم القبيلة أو المنطقة على الوطن، أو يرى أنه هو الأفضل وغيره لا شيء، مما يفوح عند أي حدث حتى ولو كان صغيرًا، فمعظم النار من مستصغر الشرر!
عندما تسيطر العنصرية تعمي، فتُدمّر المكتسبات، وتُراق الدماء من أجل قضايا لا تستحق، والسعيد مَن قرأ التاريخ بعقل وبصيرة، واتخذ من الإجراءات ما يمنع أن يُعيد التاريخ صفحاته السوداء!
بالمملكة العربية السعودية بنينا ـ قيادةً وشعبًا - عقيدتنا، ووحّدنا صفّنا، فانتقلنا من الفُرقة إلى الاجتماع، ومن الخوف إلى الأمن، ومن الجهل إلى العلم، ولذلك يجب أن نحافظ على هذا الكيان، ففي المحافظة عليه محافظة على ديننا وقيمنا وأرواحنا وأرواح أبنائنا!
وهو أمر ليس صعبًا ولا مستحيلًا!
فالسفيه يوقف عند حدّه من العقلاء الذين يزخر بهم هذا البلد «ولله الفضل والمنة»، ولدينا من المقوّمات «ولله الحمد» ما يمنعنا من الانجراف وراء سفاهات السفهاء، فديننا الذي أكرمنا الله به جعل «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، و(لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى)، ووصف ـ على لسان رسول الإنسانية (صلى الله عليه وآله وسلم) - دعاة العنصرية والعصبية الذين يرون أن عائلاتهم وقبائلهم ومناطقهم أفضل من غيرها، فيتساهلون في ظلم التعميم وإصدار الأحكام المبنية على الهوى بأنهم أناس فيهم جاهلية، وما أقبح من الجاهلية!
ماذا بقي إذن؟!
بقي التطبيق الحقيقي لا المزيّف لما نملكه، ففي التطبيق الصلاح والعقل والوطنية!