دار حديث بيني وبين صديق، بعد أن كنا نستمع لخبر هجوم إرهابيين على أحد الفنادق في أفغانستان، وما حدث فيه من قتل وترويع للأبرياء، واسترجعنا عمليات الإرهاب التي تستهدف الناس في مختلف دول العالم.
كان صديقي يبحث عن إجابة منطقية، للأسباب التي تدفع هؤلاء الإرهابيين لقتل أناس لا يعرفونهم، أو لم يلتقوا بهم في حياتهم، قلت له لا تتعب نفسك، فمن يقتل والديه وأقاربه لن يفكر ولو للحظة واحدة في قتل أناس لا يعرفهم.
استرجعنا شريطًا لقصص موجعة، أبطالها إرهابيون، وضحاياها أمهات وآباء وأقارب، وتذكّرنا قضية الطبيب الإرهابي مسلم الرشيدي ومعه خمسة من أقاربه، اجتمعوا ليقرروا الغدر بقريبهم، الشهيد «بإذن الله» وكيل الرقيب بدر حمدي الرشيدي، حيث نالوا منه وقاموا بتصوير عملية قتله.
مشهد آخر من مشاهد الغدر مر بنا، حين قام به الإرهابي عبدالله الرشيد، بالغدر بخاله الذي رباه منذ الصغر، العقيد راشد الصفيان مع أذان المغرب في أحد أيام شهر رمضان المبارك، حيث قتله قبل أن يفجر نفسه عند نقطة تفتيش الحائر.
مشهد ثالث، كان من أخطر المشاهد وأكثرها إيلامًا، حينما قام توأمان كفّرا والديهما وأخاهما، فقاما بمطاردة أخيهما الصغير وأمسكا به في سطح المنزل، حيث تناوبا على طعنه، ثم لحقا بوالدهما وطعناه أيضًا، قبل أن يستدرجا والدتهما إلى مستودع المنزل ليتعاونا على طعنها وقتلها، وهي التي حملتهما في بطنها وهنًا على وهن.
المشهد المروع الأخير، حدث في الرقة السورية تحت حكم داعش، والقصة تحكي أن أمًّا كانت مع ابنها المنتمي للتنظيم، فطلبت منه أن يهرب معها، وبدلًا من تلبية طلبها، أخبر التنظيم فحكم عليها قاضيهم بالردة والإعدام، وقام الابن بإطلاق الرصاص عليها أمام حشد من الناس.
قلت لصديقي: هل تعتقد أن من يقوم بمثل هذه الأفعال، سيرده شيء عن قتل الناس في أي مكان من العالم؟!
حربنا مع الإرهاب بدأت منذ سنوات وستستمر ما دام التطرف بكل أنواعه وصوره موجودًا.. ولكم تحياتي.