عهدنا مع الإرهاب في المملكة يتعدى العشرين سنة التي أشرت إليها في عنوان المقال، لكنني حدّدتها بهذين العقدين؛ كون الإحصائية التي لدي عن العمليات الإرهابية تشير لتلك الفترة.
لقد تعرّضت المملكة خلال 21 عامًا لألف ومائة عملية إجرامية إرهابية، نفذ منها 863 عملية، وبلغ عدد ضحاياها 3007 ضحايا، واستشهد فيها 333 رجل أمن، وهلك 695 إرهابيًّا، وأصيب 346 منهم.
أتمنى منكم تفهم ما تعنيه تلك الأرقام المخيفة، خاصة أعداد الشهداء من رجال الأمن، فلقد فقَد الوطن أبطالًا، قدّموا حياتهم فداء للوطن، وضحّوا لنعيش مع أهلنا وأحبابنا سالمين آمنين.
مؤلم أن تفكر أي منظمة دولية، أو تدّعي أي دولة في العالم بأن المملكة تدعم الإرهاب، في الوقت الذي كانت فيه المملكة الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تتعرّض لهذا الكم الهائل من العمليات الإرهابية.
لقد خاضت المملكة حروبًا عدة لمكافحة الإرهاب، وعلى كافة الجبهات، العسكرية والفكرية والطائفية والتطرف الديني الذي لا يمتّ للإسلام بصلة. ودفعت أثمانًا غالية من رجالها في تلك الحروب. واليوم تخوض «بإذن الله» آخر حروبها ضد كل مَن يعتقد أنه يستطيع خطف المجتمع أو شبابه، ليرمي بهم في براثن الإرهاب وبؤره الإجرامية في الداخل أو الخارج.
كلنا يتذكّر المساعي التي بذلتها المملكة عندما استضافت المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب عام 2005، وبمشاركة أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية وأجنبية، إلى جانب عددٍ من المنظمات الدولية والإقليمية والعربية تتويجًا لجهودها في محاربة الإرهاب بكل صوره على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي؛ للقضاء على هذه الظاهرة. كما لا ننسى أن الملك عبدالله «يرحمه الله» كان أول مَن حذر من خطر داعش. ناهيك عن أن المملكة سبق أن تقدّمت بمشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو لتشكيل فريق عمل لدراسة توصيات المؤتمر، وما تضمنه إعلان الرياض، بما في ذلك إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب.
الإرهاب علامة دولية مسجلة باسم إيران، ومَن يسير في فلَكها، خاصة من دول المنطقة الخاضعة لسلطة الولي السفيه، ومَن يقول غير ذلك، فهو بلا شك جزء من تلك المنظومة العالمية للإرهاب.. ولكم تحياتي.