أثناء اطلاع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية على مبادرة السياقة الآمنة «الله يعطيك خيرها» قبل أيام أكد على حرص الدولة - أيدها الله - على الحد من الحوادث المرورية وآثارها، ويجيء هذا الحرص من خلال اقرار التشريعات والأنظمة وتطور القدرات المختلفة للأجهزة الأمنية إضافة إلى ما يبذل من حملات توعوية وابتكار الحلول الكفيلة بالمساهمة الفاعلة للحد من الحوادث المرورية.
وتلك المبادرة الوطنية تنفذ بشراكة بين الإدارة العامة للمرور وجمعية الأطفال المعوقين، وهي مبادرة تستهدف بكل تفاصيلها وجزئياتها نشر ثقافة السلامة المرورية للحد من تلك الحوادث وتقليصها وتعزيز الرؤية الشاملة لقيم القيادة السليمة والآمنة للمركبات، ولاشك أن الاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة لايصال فحوى تلك المبادرة لكل فئات الشعب السعودي هي مهمة حيوية لابد من تعزيزها. ويأتي هذا التعزيز من خلال أدوار مختلفة لابد أن تبذل من قبل الأسر والمدارس والأجهزة الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة لنشر ثقافة السلامة المرورية على نطاق واسع يشمل كافة تلك الفئات، ولابد في الوقت ذاته من الاهتمام بتطوير وابتكار رسائل توعوية جديدة لنشرها على أوسع نطاق للوصول إلى الغاية المنشودة من تلك الوسائل والمتمحورة في تحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من انخفاض في نسب الحوادث المرورية وآثارها.
صحيح ان الاجراءات المرورية الأخيرة لبرنامج «ساهر» أدت الى تخفيض نسبة الحوادث المرورية بشكل ملحوظ إلا أن اتخاذ المزيد من الاجراءات الاحترازية أمر مطلوب وملح في ضوء وجود النسب الحالية من الحوادث المرورية رغم انخفاضها، فدعم ونشر ثقافة السلامة المرورية عبر مبادرة «الله يعطيك خيرها» هو من الأساليب الجيدة التي تستهدف تعزيز تلك الثقافة لتتحول بمرور الوقت إلى سلوك عملي من شأنه الحد من الحوادث المرورية وتقليص أعدادها. ولاشك أن جهود المنطقة الشرقية من خلال لجنة السلامة المرورية برئاسة صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية ومتابعة صاحب السمو الملكي نائب أمير المنطقة الشرقية عادت بثمارها المرجوة في نشر تلك الثقافة الهامة التي من شأنها الحد من الحوادث المرورية وتقليل نسبها، والواقع أن تلك الحوادث تقلصت إلى درجة ملحوظة خلال السنوات القليلة المنفرطة بما يؤكد صحة وسلامة متابعة سموهما لكل الجهود المثمرة من أجل الوصول إلى السلامة المرورية المنشودة. وليس بخاف أهمية التوعية لتثقيف أفراد المجتمع بكل أساليب القيادة السليمة تجنبا لكل الحوادث المرورية المؤسفة التي مازالت تحدث على طرقات المملكة رغم أنها انخفضت بالفعل بفعل جهود المسؤولين عن المرور في كافة مناطق المملكة، والأمل يحدو الجميع بتقليل نسب الحوادث المرورية إلى درجات منخفضة، ويتأتى ذلك بطبيعة الحال من خلال نشر تلك الثقافة على نطاق واسع حتى تتشبع أذهان كافة طبقات وفئات الشعب السعودي بمفردات تلك الثقافة، ومن ثم الوصول إلى الحد من الحوادث المرورية إلى نسب متدنية.