ترددت كثيرًا قبل أن أكتب مقالة اليوم، والسبب هو خشيتي من أن يُفسّرها البعض بأنها تشجيع على ترك مقاعد الدراسة، لكنني في النهاية، قررتُ سرد بعض الأسماء الكبيرة التي حققت ثروات أو إنجازات أو نجاحات في حياتها العملية، كي أفتح نافذة لمن لم تُسعفهم ظروفهم أو قدراتهم على إكمال تعليمهم.
قد يكون التعليم مفتاحًا سحريًّا للإنسان، يحقق به طموحاته، ويبدأ به أولى خطواته في سلم المجد والعلم والثراء، إلا أنه ليس السبيل «الوحيد» لتحقيق كل تلك الطموحات.. فكثير من العلماء والأثرياء حققوا نجاحاتهم رغم تركهم مقاعد الدراسة إما فشلًا أو لظروف عائلية. ومع يقيني بأنهم قلة، إلا أنهم يظلون أرقامًا صعبة لا يمكن تجاهلها.
بيل غيتس مؤسس «مايكروسوفت» ترك دراسته الجامعية في جامعة «هارفارد»، عند عمر 15 عامًا.
ستيف جوب درس في جامعة «ريد سوكس» الأمريكية لستة أشهر فقط، إلا أنه أسَّس شركة آبل، وكان عمره آنذاك 21 سنة.
وليم شكسبير رائد الأدب الانجليزي والمسرح بالعالم أعظم مَن كتبوا على الإطلاق، وُلِد لعائلة ميسورة، والتحق بمدرسة القرية إلا أن الأسرة حلّت بها كارثة مالية، فترك المدرسة، ورحل إلى لندن ليظهر نبوغه الشعري ويؤسّس مسرح جلوب الشهير.
توماس أدسون مخترع المصباح الكهربائي والبطارية الكهربائية، مع أنه لم يلتحق بالمدارس سوى ثلاثة أشهر فقط. قالت مديرة المدرسة لأمه إنه غبي وبليد، فقامت بتعليمه بالمنزل حتى أصبح توماس أديسون أعظم علماء العالم.
قد لا يُفلح الإنسان في دراسته، لكنه قد يحمل في داخله موهبة لا يكتشفها أحد غيره. ولقد استشهدت بعلماء وأدباء وفنانين على المستوى العالمي. ولا بأس إن أنهيت المقالة عن صديق في الابتدائية، حيث كان المدرس يوبّخه على كسله وبلادته، فترك الدراسة وتوجّه للعمل الحُر، فكبرت تجارته وأصبح الآن من كبار تجار أدوات البناء والكهرباء في المنطقة، ولولا أنه لا يُحبّذ ذكر اسمه، لذكرته كما ذكرت غيره، ولكم تحياتي.