عندما كنا في المرحلة الابتدائية، كانت المدرسة لها هيبتها، والمدرسون لهم مكانة مؤثرة. فيمكن للمدرس أن يحول حياة الطالب لجحيم ويدفعه للهروب من المدرسة والتعليم «كله»، كما يمكن أن يكون قدوة وأبا وصديقا للطالب وعونا له في حياته المدرسية.
ومع أن الغالبية العظمى من الزملاء، قد اكملوا دراساتهم، إلا أن هناك مَنْ توقف عن الدراسة الابتدائية، بسبب تصرفات عدوانية من بعض المدرسين. وأجزم بأن في ذاكرة كل منكم، ذكريات متباينة عن مدرسي المرحلة الابتدائية أو المتوسطة. فالإنسان لا ينسى مَنْ كان له تأثير على حياته التعليمية، سواء كان ذلك تأثيرا إيجابيا أو سلبيا.
الكثير من الطلاب والطالبات، بحاجة إلى مَنْ يزرع الثقة في نفوسهم، ولمَنْ يتقرب منهم، ويكون بمثابة الأب المحب للطالب، أو الأم الحنون للطالبة. فالثقة تولد القوة، والقوة تولد النجاح. لكن كيف نزرع الثقة في نفوس طلابنا، والعلاقة متباعدة بين المعلم وطلابه!؟ وكيف نعول على نجاح الطالبة في حياتها العلمية والعملية وحتى الأسرية، ما لم تكن هناك علاقات إنسانية بين المعلمة وطالباتها!؟.
كل الطلاب والطالبات في المرحلتين الابتدائية والإعدادية يبحثون عن بطل في حياتهم، يكون قدوة لهم، بعيدا عن البيت وما يحدث فيه. فلماذا لا يكون كل مدرس أو مدرسة، ذلك البطل الذي يبحثون عنه!؟
قرأت ذات مرة عن مدرس شجع أحد طلابه وصفق له، لأنه أجاب عن سؤالين فقط من عشرين سؤالا، بينما لم يجب عن بقية الأسئلة، فسأل الطالب مدرسه، كيف تشجعني وأنا فشلت في الاختبار فشلا ذريعا!! فقال له المدرس لقد نظرت للشيء الجميل وتركت السيئ. ويقال وحسب الرواية، إن الطالب وعد مدرسه بألا يخيب ظنه فيه، فتحول من طالب متعثر إلى طالب متفوق.
غدا أكمل بأن ليس كل مَنْ ترك الدراسة هو إنسان فاشل.
ولكم تحياتي..