لم تأت ضرورة تفعيل التعايش السلمي المجتمعي من فراغ، ديننا هو من دعانا للتعايش السلمي المجتمعي «إِن الله يأمُرُ بِالعدلِ والإحسان»
نحن مسلمون وديننا دين اليسر والسماحة في العلاقة مع الآخر: «يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسر ولا يُرِيدُ بِكُمُ العُسر». ودين السلام والأصل في العلاقة بين المسلمين وغيرهم، وفيه الترغيب للإسلام وللسلام وتحقيق الأمن للجميع، الهدف المنشود والغاية: «وإِن جنحُوا لِلسلمِ فاجنح لها وتوكل على اللهِ». والدين الذي يحارب الإرهاب وأنواع الفساد في الأرض، ويحارب الاعتداء على الآمنين وإزهاق الأرواح سواء كانوا مواطنين أو مقيمين: «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق». دليلنا الكتاب ومرشدنا السنة المطهرة. قدوتنا سيد البشر - عليه أفضل الصلاة والسلام - في تعامله مع الآخرين، في تعامله مع اليهود والكفار والمخالفين، يحترم دماء المستأمنين والمعاهدين ويحترم أموالهم وأعراضهم وأيضا تعامله مع الناس جميعا، فهو الحليم والرحيم والكريم والمتسامح، يذكر أمته في كل حين بفطرتهم التي فطرهم الله عليها، الفطرة الانسانية السليمة المحبة للخير المبغضة للشر.
«من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما»، فمن وقع في ذلك فقد وقع في كبيرة عظيمة من الكبائر وحرم من رائحة الجنة، عليك أفضل الصلاة والسلام يا رسول الله.
فكل مخلوق عاقل ومميز يجب أن يعرف حقيقة فطرته ويعرف ضرورة التعايش المجتمعي السلمي المتعدد، ركيزة الإسلام والسلام لاستقرار الوطن وازدهاره ونمائه ويعمل على تحقيق هذا التعايش. المؤسسات التعليمية دورها كبير في تحقيق التعايش السلمي مشكورة، ومناهجنا التعليمية يؤمل أن يكون لها دور أكبر مما هو عليه الآن في تنمية المواطنة وتعميق الانتماء للوطن والدولة وتعزيز التعايش السلمي المجتمعي.
وكذلك مؤسسات المجتمع المدني جميعها مسئولة، بما فيها الأسرة المحضن الأول للتوعية والتوجيه والإرشاد، ولا ننسى الإعلام والعلماء والدعاة الأفاضل وأثرهم البالغ في المجتمع. كل هذه المؤسسات مجتمعة تجنب مفاسد التصعيد الطائفي، ومفاسد التعصب بأشكاله وتضيق الفضاء الإلكتروني على الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وتصد حملات الكراهية التي توجه للمسلمين، وبذلك يتحقق التعايش السلمي المجتمعي بعون الله.