• الى أين يذهب به الصمت؟
سؤال تكرر بين زملاء الفصل الدراسي لطالب صامت لا يتكلم الا نادرا، قد يمر يوم كامل وهو لم يقل كلمة واحدة، احتاروا في فهمه والاجابة عن السؤال الحائر منذ وقت طويل وصل الى ثلاث سنوات. انتقلوا الى المرحلة الثانوية، وهو لا يزال في صمته، اجتازوا الصف الاول ثانوي بعضهم اختار الادبي، اما الصامت -كما كانوا يسمونه- فاتجه الى العلمي، ضحكوا عليه، تبادلوا النكات والسخرية رددوا:
كيف ينجح في العلمي وهو صامت على طول؟
«العلمي يحتاج رجال وشطار يملكون القدرة على الكلام ما هو واحد ما يتكلم!»
علم بما قالوا ونكتوا وسخروا؛ لكنه لم يرد عليهم بقي صامتا، قال لأحد المقربين جدا:
النتائج تعلن عن نفسها مستقبلا بالعمل لا بالكلام والثرثرة. • بقيت العلاقة صامتة بينه وبينهم مهما حاولوا فتح السر قال مَنْ يختلف معهم تعلموا منه بدلا من موقفكم الخاطئ، لاحظوا تفوقه في دراسته غدا يحققه في عمله وأنتم بسخريتكم تفقدون الكثير، لا تسيئوا لفهم صمته، تجاهلوا ما قاله مستمرين في اُسلوب تعاملهم معه، ألغاهم من تفكيره واصل دراسته متفوقا عندما حصل على الشهادات العليا انخرط في العمل، حقق نجاحا وسمعة واسعة، مَنْ كانوا يسخرون منه توقف بعضهم عن إكمال دراستهم، آخرون اكملوا لكنهم لم يصلوا الى ما وصل اليه.
الصمت ليس معناه انه لا يتحدث نهائيا كما قد يفهم البعض، إنما الامتناع عن الدخول في احاديث وتصرفات تشغله عن التخطيط للمستقبل بثقة واطمئنان وإقامة علاقة ودية بينه وبين الدراسة والعمل.
يقظة:
في عزة النفس خلك سيد السادة وحاول تقيس المسافات وتقربها
خل الثقة واحترام الذات لك عادة ما تمشي الساعة الا بأمر صاحبها