تنتشر الكثير من المنازل غير صالحة للاستخدام في معظم محافظات ومدن المنطقة الشرقية، وهي وان استخدمت فانها تشكل خطرا على سكانها، ويلاحظها من يرتاد شوارع وطرق محافظة الخبر ومحافظة الأحساء ومحافظة القطيف وحاضرة الدمام، فهي تشوه تلك الشوارع والطرق، اضافة الى أنها آيلة للسقوط في أي لحظة، وازالتها مهمة ضرورية من قبل أصحابها أو من قبل الجهات المختصة.
وتلك المنازل تقع عادة في شوارع حيوية رئيسية وغير رئيسية ويبدو أن أصحابها لا يملكون إمكانية استثمارها عن طريق الهدم والانشاء من جديد، فيحبذون الإبقاء على أوضاعها فلربما تزيد أسعارها في المستقبل كما يتخيلون، وإذا أراد أحد المستثمرين الاستفادة منها رفع اصحابها الأسعار الى أرقام فلكية وغير منطقية أو معقولة، وهنا تكمن المشكلة التي لا بد من حلها.
الأمر كما أرى بحاجة لمعالجة حاسمة من قبل أمانات المنطقة فليس من الصواب أن تبقى تلك المنازل القديمة الآيلة للسقوط على حالها، فهي إضافة الى تشويهها لشوارع المدن فان بالامكان استغلال أراضيها كمرافق عامة أو خاصة يستفيد المواطنون منها بدلا من ابقائها على أوضاعها الحالية المزرية، وثمة خدمات تفتقر لها أحياء تلك المدن لو تم استغلال تلك البيوت القديمة بمرافق حيوية تعود عليهم بالنفع والفائدة.
ازالة تلك المنازل أضحى من الأمور الملحة لاسيما أن العمر الافتراضي لسريان صلاحيتها للاستعمال قد انتهى منذ سنوات طويلة، وثمة أحياء غادرها أصحابها الى مواقع سكنية جديدة وبقيت البيوت القديمة في تلك الأحياء على وضعها دون ترميم أو إصلاح، وهي بأوضاعها تلك تهدد بعض سكانها من العمالة الوافدة التي تستأجر تلك البيوت لتدني ايجاراتها دون الالتفات لخطرها المحدق على أرواحهم وأرواح من يمر عبر الشوارع المتواجدة على جهاتها.
وبعض تلك البيوت مهجورة تماما وتكثر فيها القوارض والحشرات، والمسألة كما أرى تستدعي تدخلا حاسما من أمانات المنطقة لوضع حد قاطع ينهي تعليق هذه المشكلة التي لا يمكن أن تحل الا بالتخلص من تلك البيوت الآيلة للسقوط، والاستفادة من أراضيها كمرافق خدمية ان لم يتمكن اصحابها من هدمها واعادة بناء أراضيها بمنشآت جديدة تليق بجمال شوارع مدن المنطقة وطرقها.
صحيح أن البيوت القديمة ذات المساحات الواسعة يمكن أن تتحول الى مرافق سياحية أثرية، غير أن أوضاع تلك البيوت مختلفة، فمساحاتها صغيرة بحيث لا يمكن اعادة ترميمها والعناية بها وتحويلها الى مرفق تراثي يمكن زيارته، وطابع تلك الأبنية لا يمثل معلما تراثيا يمكن الرجوع اليه وتحويله الى متحف من المتاحف الأثرية لأي مدينة من مدن المنطقة.
الحل الأمثل هو التخلص من تلك البيوت القديمة التي لا يستفيد أصحابها من الاحتفاظ بها، ولا يستفيد منها الأهالي في مدن ومحافظات المنطقة، فوضعها الراهن غير صحيح ولا بد من دراسته وحله لوقف تشويه شوارع وطرق المنطقة، والاستفادة من أراضي تلك البيوت الاستفادة المرجوة لخدمة المواطنين.