الرياضة كإحدى وسائل تنمية وتطوير المجتمعات لعبت دوراً ملموساً في العلاقات بين الدول ايضاً، وكانت احدى سمات مراحل تاريخية معينة وبين اقطاب دولية رئيسة وفاعلة، هنا نمهد للتعرف على معنى دبلوماسية البنج بونج الذي ذاع في مطلع سبعينيات القرن الماضي والذي كان العنوان العريض لعودة العلاقات بين الصين والولايات المتحدة الامريكية، وما أحدثه ذلك من تغير ملموس في مسار العلاقات الدولية. وفكرته الرئيسة عندما رأى الجانبان مناسبة تطبيع العلاقات كانت الشرارة لذلك تقديم الصينيين دعوة الفريق كرة الطاولة الوطني الأمريكي لمشاركة الفريق الصيني مباراة في هذه اللعبة وباقي التطورات معروفة، والذي جعلني ابدأ بعلاقة قوية للرياضة بالسياسة والعلاقات الدولية، وتغير المجتمعات هو القرار السعودي الذي أعلن في أواخر شهر أكتوبر 1017م بتمكين العائلات من حضور مباريات كرة القدم، وتابع العالم يوم التطبيق الأول الذي وصف في بعض الكتابات الإعلامية الغربية بأنه تاريخي في حياة المجتمع والبنية التنظيمية الرسمية السعودية في 12 يناير 2018م حيث كان الاختبار التطبيقي الأول للقرار، في مدينة جدة، وفي ملعب الجوهرة وابرزت بعض الوسائل الإعلامية تغير صيغة الخطاب للمؤسسات الرياضية، ومنها فريق الأهلي الذي كان احد اطراف المناسبة الافتتاحية بان كتب بصيغة ترحيبية للناس الذين هم جمهوره العائلي «الأهلي عائلة واحدة» وفي الحقيقة هذا الإعلان يمكن ان يعمم في الظروف الطبيعية بان الناس في متابعة وممارسة الرياضة هم اسرة ومجتمع واحد، ويحتمل ان توجد بعض المخاوف او المخالفات، ويفترض عدم تضخيمها بل مواجهتها بالنظام والقانون. هذه صورة كبيرة عبر عنها الآخر البعيد عن شيء يخصنا في هذا المجتمع، ولكن اللافت أن بعض التعبيرات التي أنتجها المجتمع نفسه أو قطاع من افراد هذا المجتمع عما يحدث فيه من تطور وتنمية طبيعية جاءت محملة بالخوف والريبة، وهذا في رأينا مقبول عندما يكون هناك تخوف في الحدود الطبيعية التي أقلها عدم تماهي بعض الذهنيات مع الجديد، إلى ان تستقر الأمور ويصبح الجديد مألوفاً. ولكن هناك حالات رصدت عبر بوابات وسائل التواصل الاجتماعي بينت ان بعض الحالات يمكن تسميتها بالخوف المتضخم او السلبي لدى البعض، والذي يصبح في بعض المراحل مادة للتشويش، عبر تصديره ونشره بين الناس. الخوف والتخويف من التنمية والتطوير بهذه الصورة المنظمة يفوت على المجتمع كثيرا من فرص التقدم، ويفسد عليه كثيرا من فوائد التغيير التي أصبحت طبيعية وعادية وتخضع للرأي الشخصي او الموقف الأسري. بعبارة أخرى الناس أبناء قراراتهم والسبل ميسرة لمن أرادوا ان يستمعوا بحضور المناسبات الرياضية او غيرها، ومن يرى أو لا يحب هذا الفعاليات فكثير من وسائل الترفيه والهوايات متاحة وهو دائما صاحب الخيار. ويبقى من غير المفهوم تلقي الناس عبر وسائل التواصل مواد تحمل عناوين مثقلة بالخوف مثل قصيدة إلى نساء المسلمين!!. أو الغمز من قناة الرجال الذين يرافقون عائلاتهم إلى هذه المناشط بان عليهم ارتداء زي معين. الخوف من التنمية مرض بحد ذاته.