سيسأل المعلم أو المعلمة والزملاء والزميلات الابن والابنة في الأسبوع القادم: أين سافرت في أسبوع الإجازة؟!
وسيرجع من لم يسافر لأي سبب من الأسباب إلى بيته حزينًا ساخطًا على وضعه ووضع عائلته إن لم يكن قد تربى على الثقة بالنفس وصورح بأن قرار السفر لم يكن القرار الأفضل ولذلك لم يحصل السفر!
لماذا وضعنا هذه القاعدة وأرهقنا أنفسنا بها: إجازة إذن لا بد أن نسافر ولا يعقل أن نكون أقل من آل فلان وآل علان الذين سيسافرون حتى ولو كانت ظروفنا لا تسمح؟!
فالأم غير الناجحة في بيتها تضغط من وقت مبكر، والأبناء يضغطون أيضًا، بل إن من يستحق الرأفة يرأف لحال هذه العائلة التي لا تستطيع السفر!
بينما الواقع يقول: إنه بسبب هذا الإلزام المجحف تعيش عائلات في ديون وضغوط لا قبل لها بها مما قد يؤدي إلى تشتتها ووقوعها فيما يضاد ما تبحث عنه بقرار سفرها غير المناسب، وبالتالي فهي قد اتخذت قرارًا غبيًا يجب أن يُشفق على قائدها بسببه لا أن يطالب البقية بتقليده تصريحًا أو تلميحًا، حيث إن هذا القرار غير الحكيم قد أدى إلى إسعاد أفراد العائلة لأسبوع واحد - أو حتى ما هو أكثر- وتحويل حياتهم إلى جحيم بقية أسابيع السنة!
يجب أن نربي أبناءنا وأفراد أسرنا على الثقة بالنفس والاهتمام بالمعالي وأن القرار في العائلة يُتخذ بناء على قدراتنا واحتياجاتنا لا بناء على قدرات واحتياجات فلان وفلانة، فإن كان السفر مقدورًا عليه وبالإمكان فسنسافر إلى المكان الأنسب لنا، وإن لم يكن كذلك فليس هناك ما هو أجمل وآمن من البيت عند أهل البيت السعيد، ومن لم يسافر هذا العام سيسافر العام القادم، ومن لم يسافر فلن يكون في هذا الأمر نهاية لحياته!
بل إن من لم يسافر وعاش براحة وطمأنينة في بيته عليه أن يحمد الله، فبعض البيوت يهرب أهلها إليها، وبعض البيوت يهرب أهلها منها!