إن النظام الإيراني يمثل الخطر الأكبر لدوره في بعض دول المنطقة كاليمن ولبنان وسوريا - كما أكد معالي وزير الخارجية - وهو دور يتمثل في التدخل في شؤون هذه الدول ومحاولة بسط نفوذه عليها، وتصدير الأسلحة الى الميليشيات الارهابية المتواجدة في ربوعها، كما هو الوضع في اليمن حيث يزود النظام الانقلابيين بالصواريخ الباليستية لاطلاقها على المدن اليمنية المحاصرة وعلى أراضي المملكة، كما يزودهم بأسلحة متنوعة أخرى ثقيلة وخفيفة وبعناصر ايرانية تقاتل الى جانب الحوثيين.
وقد امتدت الأذرع الايرانية الخبيثة الى لبنان حيث يقوم النظام بدعم حزب الله اللبناني المصنف دوليا على اعتباره من التنظيمات الارهابية بمختلف أشكال الدعم، ليعيث فسادا وخرابا وتدميرا وتدخلا لدعم النظام السوري بإيعاز من حكام طهران لإطالة أمد الحرب، والعمل على تأجيجها والحيلولة دون تنفيذ الحلول السلمية لانهاء الأزمة السورية الطاحنة التي مازالت تزداد تعقيدا وصعوبة.
ودور النظام الإيراني في سوريا مكشوف لدى العالم فهمُّه دعم النظام الأسدي ليستمر في ممارسة جرائمه الشنيعة ضد الشعب السوري، وازاء ذلك فان الأسلحة الايرانية تنهال على النظام السوري من أجل العمل على زيادة معاناة السوريين وتهجيرهم من ديارهم وقتل أكبر عدد منهم، وحكام طهران بذلك يحاولون بسط نفوذهم في سوريا والتدخل في كل شؤونها.
وهذا يعني أن النظام الايراني يعتبر المصدر الأكبر للخطر في المنطقة نظير أدواره الارهابية في تلك الدول، كما أنه من جانب آخر يهدد دول المنطقة بامتلاكه ترسانة أسلحة نووية ويهدد بها أيضا دول العالم كلها، ويقتضي الأمر من المجتمع الدولي والدول الكبرى منع طهران من تخصيب اليورانيوم، ووقف التوسع في تطوير وتحديث أسلحته التدميرية الشاملة.
ولا يتورع النظام الإيراني من ممارسة كافة ألاعيبه وعبثه كاقدامه على تزوير العملة المحلية باليمن كأسلوب يؤدي الى انهيارها ومن ثم للدخول في عمليات ابتزازية لوقف العمليات العسكرية ضد الميليشيات الحوثية، ووقف الانتصارات الساحقة التي يحققها الجيش اليمني على أرض المعارك في عدة مدن ومحافظات يمنية، كما هو الحال بمنطقة البقع شمالي محافظة صعدة، وسيطرته على مواقع جديدة في مناطق واقعة في سلسلة جبال العليب الاستراتيجية ومنطقة كناف وسواها.
ويتضح للعيان أن المنطقة لن تهدأ الا بتوقف النظام الايراني عن التدخل في شؤون دولها، وهو أمر لا بد من تدخل المجتمع الدولي لوقف هذا العبث الايراني الذي أدى ومازال يؤدي لاشتعال الحروب ونشر الفتن وبذور الطائفية، وجملة من القلاقل والأزمات التي لا تزال سائدة في دول المنطقة بفعل حشر حكام طهران أنوفهم في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ومد الميليشيات الارهابية المزروعة في تلك الدول بكل أنواع الدعم لاشعال فتائل الحروب واستمرارها والحيلولة دون بسط الأمن والاستقرار والسيادة في ربوعها.