يوجد للأسف من يعمل بعشوائية غريبة وكأن ما يقوم به من عمل يتفضل به على الناس، العمل واجب ديني ومسئولية أخلاقية وأمانة سنسأل عنها يوم القيامة. أتمنى أن تستبدل العشوائية في العمل بالإبداع، صحيح أن الصعود للقمم صعب خاصة لمن اعتاد الكسل وعلى من اعتاد الروتين الممل.. المهم إكمال الشهر وانتظار الراتب هذا ما يهم فقط العشوائيين فكيف إذاً لو طلب منهم الإبداع؟. «إن الله تعالى يحبّ إذا عَمِلَ أحدُكم عملاً أن يتقنه» وحتى أكون منصفة أقول: هناك نسبة أكبر من المنضبطين في العمل في أكثر المؤسسات.. والمؤسف أن يتساوى الفريقان المنضبط وغيره في تقييم الأداء الوظيفي في حالة التقييم العشوائي أيضاً إجحاف وظلم عسى ألا يكون.
الكل يعرف مفهوم الإبداع ويعرف أنه القدرة على ابتكار حلول كثيرة وجديدة لأي مشكلة عملية وبأساليب مبتكرة ومتنوعة هدفها الإبداع، هذا لمن يريد الإبداع، ومن يكره أن يكون مبدعاً؟!
يظل البعض يعمل بشكل عشوائي وهم قادرون على الإبداع، لا لشيء إلاّ لأنهم جمّدوا قدراتهم وإمكانيتهم وناموا طويلاً.
حتى ننجح نسخر كل قدراتنا، نضع الفكرة العامة للعمل الذي نقوم به، نشكل من هذه الفكرة لوحة فنية، نبدع في خطوطها وألوانها نحركها، نقلبها حتى تصل بنا ونصل بها للإبداع.
مثلاً نحن كتربويين عندما نقدم درساً لطلبتنا يجب أن تكون الرغبة وحب المهنة حاضرة لتنساب المعلومات والمعارف إنسياباً لأذهان مبدعي المستقبل دون وسائط ودون اللجوء للتكرار والحفظ الآلي.
في المرحلة الابتدائية نبدع ليس فقط في التعليم ولكن في التربية الدينية والخلقية والاجتماعية وتنمية الملكات والكشف عن الميول والاستعدادات وتوجيههم الوجهة الصالحة.