قال خبراء مصريون متخصصون في الشأن الإيراني والعلاقات الدولية: إن الدولة الفارسية تدفع حاليا ثمن تجويع وقهر وإذلال شعبها باندلاع ثورة عارمة تهدد بسقوط نظام الملالي، مؤكدين أن طهران تنتهج سياسية «براجماتية» وتدير مصالحها بصفقات مشبوهة مع دول معادية للعرب مثل إسرائيل.
وطالب مدير مركز بحوث الشرق الأوسط د. أشرف مؤنس المجتمع الدولي أن ينتفض ضد نظام الملالي الذي يبطش بالمتظاهرين الإيرانيين السلميين، مؤكدا أن المظاهرات والاحتجاجات الايرانية امتدت إلى أكثر من ٧٠ مدينة، ويقابلها بطش وعنف من ميليشيات النظام وهو ما يجب على المنظمات والجهات الدولية بألا تقف مكتوفة الأيدي وأن تتدخل لمنع هذا الأسلوب القمعي.
#دور المعارضة#
وأشاد مدير مركز بحوث الشرق الأوسط بدور المعارضة الايرانية شيرين عبادي، الحاصلة على جائزة نوبل في فضح انتهاك النظام الإيراني لحقوق الإنسان، وتصريحاتها التي طالبت فيها بضرورة وضع نهاية للسلوكيات القمعية التي تحدث في ايران وهو ما يضع المجتمع الدولي على المحك.
وأضاف: إن إيران ومنذ 40 عاماً، مع سيطرة نظام الملالي على السلطة اعتمد على ولاية الفقيه التي أسست للمشروعية الدينية وتحكم رجال الدين بكل مجالات الحياة في إيران ، واعتبر مؤنس أن النظام الإيراني هو نظام «براجماتي»، بدليل وجود تحالف بين إيران وإسرائيل واستثمارات بين طهران وتل أبيب، بخلاف العلاقات في المجالين الثقافي والإعلامي، ولكن علي الرغم من أن إيران تمثل ثاني أكبر الدول على مستوى العالم في تصدير البترول وثاني دولة في تصدير الغاز الطبيعي بعد روسيا، إلا أن الشعب الإيراني يعاني من الفقر والبطالة ما فجر ثورة عارمة نتيجة احتقان شعبي متزايد.
#ورطة الحروب#
وتابع مدير مركز بحوث الشرق الأوسط: إن سياسة إيران ورطت شعبها في حروب عسكرية أضعفت اقتصادها مع العراق ولبنان خاصة فى ظل مساندة الدولة الايرانية لميليشيا «حزب الله» في لبنان ومساندتها لبشار الأسد في سوريا وهذا ما ادركه الشعب الايراني.
من جانبه، قال أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس د. محمد السعيد عبدالمؤمن: إن ما عاشته ايران في الأيام الاخيرة هو نتيجة تراكمات سابقة منذ قيام الثورة الخمينية وتداعياتها ومصالحها مع اسرائيل والولايات المتحدة، لافتا إلى أن سياسة الرئيس الإيراني حسن روحاني ارتبطت بالاتفاق النووي مع الغرب حيث قام بإعادة النظر في سياسة الاقتصاد الشعبي ونقلها لسياسة السوق، كما اتخذ عدة إجراءات تعسفية ضد المعارضين.
#دور المملكة#
وعن تهديدات إيران على خلفية أزمة الاتفاق بشأن الملف النووي يرى خبير العلاقات الدولية د. أيمن سمير أن اتفاق (مجموعة 5+1) للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن «الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين» بالإضافة إلى ألمانيا في 2015 شهد عوارا شديداً بغياب الدور العربي ممثلا في جامعة الدول العربية.
مشددا على أن التصريحات الأخيرة للنظام الإيراني بشأن قضية الاتفاق النووي مجرد تصريحات عنترية تفتقد أي خطوات لتنفيذها.
#فرصة سانحة#
وشدد د. أيمن سمير على أن ما تشهده إيران من ثورة شعبية واسعة وأزمات داخلية كبرى ستجبر النظام الملالي على عدم الاندفاع بالمخاطرة في خوض مواجهات مباشرة خارجية.
ورأى أن الفرصة الآن سانحة لوجود دور عربي أقوى في التصدي لخطورة الملف النووي الإيراني ، خاصة الن دول الخليج وعلى رأسها المملكة بحكم ثقلها السياسي في العالم وتأثيرها الواضح في عدد من القضايا المصيرية في منطقة الشرق الأوسط، هي التي تتصدى للتهديد الإيراني في المنطقة العربية وخاصة في اليمن حيث تقود الملكة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن .
واستشهد خبير العلاقات الدولية بتصريحات وزير الخارجية عادل الجبير لمجلة «باري ماتش» التي قال فيها: «إن الاتفاق النووي غير سليم ويسمح لإيران بتخصيب كمية كافية من اليورانيوم بعد 12 عاماً بما يسمح لها بامتلاك سلاح نووي، وأنه حين يتحرك المجتمع الدولي سيصبح عدد القنابل النووية عشراً»، مؤكدا أن ما ذكره الجبير يعكس إدراك السياسة السعودية لخطورة استغلال طهران للسلاح النوي في تهديد أمن وسلام المنطقة.