تستحق جامعة الملك فهد للبترول والمعادن كل معاني الإشادة والتقدير وهي التي تظل مبعث فخرنا واعتزازنا وإضافة حقيقية لأمجادنا العلمية والتنموية والوطنية، فهي أكبر من أن تكون مؤسسة تعليمية وإنما منارة علمية شامخة تزاحم بمنهجية علمية أعتى جامعات العالم وأكثرها عراقة في صدارة المنجزات العلمية، والمخرجات التي أذهلت المجتمع العلمي الدولي بقوة حضورها المعرفي والتعليمي.
تلك الجامعة ترسم مستقبلا علميا متينا لبلادنا، وتجعلنا نمضي إلى ذلك المستقبل بقوة دفع علمية قد لا يراها الكثيرون ولكنها حقيقة ستظهر لاحقا فيما تنجزه من أبحاث ودراسات ومخرجات من كوادرنا الوطنية التي تثري قطاعات العمل والانتاج المختلفة، ولعلي في هذا السياق أبارك لإدارتها بقيادة الدكتور خالد السلطان وطواقمها الإدارية والأكاديمية وطلابها وخريجيها بل والوطن بأكمله حصولها على المركز السابع دولياً في عدد براءات الاختراع المسجلة في الولايات المتحدة، فذلك إنجاز يستحق الإشادة وأسمى آيات التقدير.
ذلك الإنجاز يفوق جامعات عريقة أكبر عمرا علميا من جامعة الملك فهد، ولكنها استطاعت مواكبة حركة التاريخ وتجاوزت الزمن وأجيالها من الجامعات العلمية المتخصصة سواء في أمريكا أو أوروبا، لتبقى في الصدارات حيث ينبغي أن تكون بما يتوفر لديها من إمكانيات تؤهلها لذلك الدور الذي يعكس قدرات إدارية تخطط وتبدع وتحدد الهدف وتبلغه بدعم من أبناء هذا الوطن الذين يجدون الحافز المعرفي الضروري لإنجاز تلك الابتكارات والاختراعات.
أذكر قبل سنوات مضت كتبت أن بلادنا تستحق بلد المليون عالم بدلا من المليون شاعر، لأن ذلك المقال استند الى خبر عن آلاف من الصغار الموهوبين الذين قدموا أفكارا علمية تؤكد نبوغهم المبكر، وفي مدينة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهوبين هناك الكثير الذين يفجرون طاقاتهم الإبداعية التي تقودنا في مسيرة العلم بعقول منفتحة وإرادة قوية للوصول الى ما هو مفيد علميا. جامعة الملك فهد بهذا الإنجاز تضعنا في مقام علمي يستعيد كثيرا من قبس أمجادنا السابقة، فنحن مهد العلوم والمعرفة، وكما سمعنا اليوم بصدارتها نطمح أن نسمع ما يسر ويبهج عن وصيفاتها السعوديات في ذات السياق لتتكامل جوانب الفخر وانتشار الثقافة العلمية بما يمهد الطريق الى حياة علمية قائمة على أسس قوية من خلال مختبرات وحوافز تلك الجامعات للنبوغ والتميز والتفرد الذي يذهل العالم بما يمكن أن نكونه وننجزه .. فشكراً لقيادات الجامعة ولكل منسوبيها، فقد فتحوا أبوابا واسعة للمستقبل وصناعة تغيير يواكب رؤية المملكة والتحول الى آفاق جديدة أكثر تميزا وروحا علمية.