DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مهرجانات حقيقية

مهرجانات حقيقية

مهرجانات حقيقية
أخبار متعلقة
 
شهدت المنطقة الشرقية مهرجانات ربيعية كعادتها السنوية، إلا أنها اختلفت في عمقها وليس إطارها، حيث راحت تحمل جوانب التنمية من جهة، ودعم شباب الأعمال والمشاريع الناشئة من جهة أخرى، فالطبيعة التي اختلفت في الطابع والصبغة الأساسية، حيث تعالت الأصوات جميعها للإعلان عن مهرجانات حديثة العهد. في جولة لمهرجان الفروسية على شاطئ العزيزية في مدينة الخبر، ومهرجان ليالي الشرقية، اندمجت التنمية بالفن والحضارة، وكان الوجه التنموي هو الأميز، لتحقيق الهدف لاقتصادنا المحلي، الذي يسعى إلى تغيير النمط الفكري في كيفية قضاء الإجازات، والتغيير لا يكون في الإطار العام وإنما الجوهري، فعندما نبدأ بمعالجة للأعماق نكون حققنا الأهداف، فالمهرجانات التي تخلط الماضي بالحاضر وتفكر في المستقبل، ما هي إلا بصمات تترك عمقا في تبادل الخبرات والتبادل المعرفي. في مهرجان ليالي الشرقية تحديدا وجدت وجوه التنمية تتلألأ، فالأسر المنتجة والمشاريع الناشئة وجدت نفسها أسيرة للمرتادين، لتنشيط أعمالهم وزيادة الطلب على منتجاتهم، وهذا الأمر يحقق تنمية فاعلة وأداء متوازنا لطالما بحثنا عنه، فهذه التنمية التي ساهمت في تنشيط الدخل القومي والناتج المحلي للعديد من الدول، وحققت مصدر دخل لها، حتى باتت من أشهر الدول السياحية في العالم، على رغم أن مقدراتها الاقتصادية «بسيطة»، ولا تمتلك ثروات، إلا أن الثراء الفكري كان ميزة في تنشيط معالمها لتصبح وجهة عالمية، وها نحن اليوم شهدنا نقلة نوعية، وحققنا ما لم يحققه الآخرون، فالوفود تتوالى، والزوار لا يتوقفون، والعمل على قدم وساق، لكي نكون بحلة جديدة، مع الحفاظ على تقاليدنا وثوابتنا وعراقتنا السعودية، التي نفخر بها، فالحضارات ثقافة للشعوب، والثقافة الفكرية هي تنمية للموارد البشرية. الارتباط الوثيق بين الفلكلور التراثي الشعبي ووجوه التنمية الحديثة سيحقق تنشيطا وتعزيزا للسياحة الداخلية، وسنرى العديد من المرتادين يتوافدون لرؤية حضارتنا، فالاقتصاد لا يسعى دوما إلى البحث عن كيفية البيع والشراء، وإعداد تجارة عبر منشآت متعددة وغيرها، وإنما إلى استحداث أنماط ليست تجارية وإنما تنموية مرتبطة بالفكر، فالاقتصاد المعرفي ليس تكنولوجيا فقط وإنما جملة معارف قادرة على إحداث تغيير يواكب وتيرة الحياة. اقتصادنا الوطني وعاء يحتضن مسارات تتغذى من الفكر الحديث، تنعكس إيجابا على تطوير المهارات والقدرة على تحقيق التنافس المستمر؛ لضمان الاستمرارية، فمن خلال مهرجاناتنا نصبح قادرين على العمل المستمر، والبحث عن التطوير والتنامي الذي لا ينتهي، مع الحفاظ على هويتنا وثوابتنا. «مهن من ذهب»، هذا ما تحويه العديد من المهرجانات التراثية، فالعمل الحرفي يبقى سيد الموقف دوما، وتطويره يتطلب قراءة الماضي العريق؛ تجنبا للتشتت والحفاظ على الأصالة والعراقة.