لست ضد السفر لمن استطاع إليه سبيلا، بل على العكس من ذلك، فأنا من عاشقي السفر والسياحة والترحال. ولا يحق لي أو لغيري انتقاد أي شخص يصطحب عائلته في رحلة سياحية. فالسفر متعة وتجديد وراحة بال. ولأن ذلك أصبح جزءا من ثقافة مجتمعنا، فلم يكن مستغربا إن شاهدنا طوابير تمتد لعدة كيلومترات عند المنافذ البرية، أو في مطاراتنا المنتشرة في كل مناطق المملكة. ولمن سافر إلى دبي أو الكويت، أو كان له قريب أو صديق هناك، فإنه سيؤكد ما ذكرته في بداية المقال.
مطاراتنا حدث ولا حرج، فصالات المغادرة لا تجد فيها موطئ قدم، من كثرة المسافرين السعوديين. وبينما كانت الرحلات تقلع من المطارات الرئيسية الثلاثة، باتت اليوم تقلع من أكثر من عشرة مطارات سعودية، وبعد أن كانت الوجهات في غالبيتها للدول الخليجية، اصبحت الآن تتجه غربا وشرقا وشمالا وجنوبا.
تذهب لتتسوق في مجمعات دبي، أو تتجول في المتنزهات، أو تزور ممشى الجي بي آر، أو القرية العالمية، فتكتشف أن غالبية من فيها هم من السعوديين. وفي الكويت تعتقد أن كل أهلنا وربعنا قد شدوا الرحال لسوق المباركية ومطاعم الكويت الشهيرة «ذات الأسعار الكاوية». ناهيكم عن رحلات الشتاء إلى القاهرة وشرم الشيخ وتركيا وجورجيا والمغرب ولبنان، وغيرها من البلدان.
ومع أن بعض المكاتب السياحية تقدر ما تدفعه الأسرة السعودية خلال أسبوع بسبعة عشر ألف ريال، إلا أن الواقع يؤكد أن ما تدفعه الأسرة المتوسطة يصل إلى خمسة وعشرين ألف ريال.
الدول السياحية سواء كانت خليجية أو عربية أو أجنبية، تفرض رسوما عالية وضرائب يدفعها السائح، ومن بينهم بالطبع السائح السعودي، وقد تصل إلى ما يقارب 25%، فيدفعها ضاحكا مبتسما. ولكن عندما يتعلق الأمر بـ5% يدفعها داخل بلده ولصالح حكومته، تصبح الأمور خطيرة وغير مقبولة، وتدشن لها الهاشتاقات وتكثر البلبلة والإساءات. ولا أظن أن الأمر يستحق تعليقا أكثر من ذلك. ولكم تحياتي.