رفعت إيران، السبت، القيود على تطبيق «تلغرام» للتراسل، في وقت قتل فيه النظام 22 شخصا على الأقل، واعتقل نحو 9 آلاف شخص، خلال الاحتجاجات المناوئة للملالي التي بدأت في أواخر ديسمبر، فيما تظاهر إيرانيون في مدينة هانوفر مطالبين الحكومة الألمانية بوقف دعمها لحكومة طهران ومساندتها.
من جهتها، شددت المعارضة الإيرانية على أنها المحرك الرئيس والقائد والمنظم للاحتجاجات الشعبية في وجه نظام خامنئي.
وقال عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، حسين داعي الإسلام: «لقد اعترف خامنئي بدور منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة في قيادة وتنظيم المظاهرات الشعبية»، لافتا إلى حديث مرشد النظام وقوله: إن ما حدث كان عملاً «منظّماً» وراءه منظمة «مجاهدي خلق».
وأشار داعي الإسلام إلى أنهم كانوا جاهزين للانتفاضة منذ أشهر، مشددا على أن موازين القوى بين الشعب الإيراني والملالي قد تغيرت، وأن الحالة المتفجرة في إيران حبلى بتطورات مهمة في مقبل الأيام، ودعا جميع الأطراف الإقليمية والدولية إلى الاعتراف بمطالب الشعب والمقاومة الإيرانية للتغيير ودعمهما؛ لكي يتواصل العمل حتى إسقاط النظام الراعي الأول للإرهاب في المنطقة والعالم لمدة أربعة عقود.
#فكرة خاطئة#
وقالت المعارضة الإيرانية: «إن الشعب الإيراني يعارض تدخل النظام وجرائمه في المنطقة، وإن ما يروج له بأن توسع النظام يحمل دوافع دينية أو للدفاع عن الأراضي الإيرانية أو القومية الفارسية هو فكرة خاطئة».
وأضاف حسين داعي الإسلام: «ثبت أن الملالي لا يملكون حلولا للأزمات في إيران»، وزاد: «حتى لو تم قمع المحتجين مؤقتا، فإنهم سيبدأون من جديد ويستمرون في انتفاضتهم حتى سقوط النظام».
وتابع بيان المقاومة: لقد وضعت الانتفاضة الإيرانية حدا وإلى الأبد، للمسرحيات الخداعية للملالي بشأن الإصلاحات والاعتدال، وهذا ما أكده المتظاهرون بشعار «أيها الإصلاحي، أيها المتشدد، انتهت اللعبة الآن»، ليدقوا آخر مسمار على نعش حكومة روحاني وزمرته، ولفت إلى أنه لا يوجد إلا خياران لحل المشكلة الإيرانية، إما استمرار النظام وهو خيار مجحف في حق الشعب الإيراني، والثاني هو دعم المعارضة، والمقاومة التي تدعو إلى تغيير النظام.
وكانت الوكالة الإيرانية للأنباء قالت أمس: إن مصدرا مطلعا أعلن انتهاء القيود على تطبيق «تلغرام»، وصار بمقدور المستخدمين استخدامه، وفقا لـ«رويترز».
#قيود «تلغرام»#
ومع انحسار الاحتجاجات رفعت سلطات نظام الملالي الأسبوع الماضي القيود المفروضة على إنستجرام، أحد مواقع التواصل الاجتماعي التي استخدمت لحشد المحتجين، في وقت يقبع فيه نحو 9 آلاف محتج بسجون ومعتقلات خامنئي.
وأغلق تطبيق «تلغرام» -الذي يستخدمه نحو 40 مليون شخص في إيران- قناة اتهمتها طهران بتشجيع العنف، لكنه امتنع عن إغلاق قنوات أخرى ما دفع النظام لحجب الدخول إليه.
وقال ناشطون: إن مئات الشركات التي تستخدم التطبيق في التسويق تضررت بشدة بفعل القيود على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما نقلت وسائل الإعلام عن الرئيس حسن روحاني قوله: إن نحو 100 ألف شخص فقدوا أعمالهم.
يشار إلى أن إيران لا تزال تفرض قيودا على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، كما تحجب السلطات موقعي فيسبوك وتويتر.
#هروب شاهرودي#
وعلى صعيد متصل، أكد عضو اللجنة الخارجية للمقاومة الإيرانية، جواد دبيران أن هروب الملا شاهرودي من ألمانيا إلى طهران يعد إهانة جديدة للنظام في أوروبا، مشيرا إلى أن الصحف الألمانية تصدرها عنوان «القاضي السفاح الإيراني بعد أن صدمته الاحتجاجات فر هاربا إلى بلاده».
وفي ختام حديثه، قال دبيران يوم الخميس الفائت: تظاهر الإيرانيون في مدينة هانوفر الألمانية أمام المشفى الذي يتعالج فيه شاهرودي، وعندما علموا بفرار شاهرودي، وصفوا هروبه بالمهين، مشددين على الحكومة الألمانية بضرورة توقفها عن دعم نظام الملالي ومساندته.
وفي القاهرة، حذر خبراء مصريون في الشأن الإيراني من أطماع الدولة الفارسية ومخططاتها للتمدد داخل الدول العربية والإسلامية، وأكدوا -في ندوة نظمها مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس بعنوان «إيران إلى أين؟»- أن الخليج العربي هو البعد الأهم للسياسة الإيرانية التي تزعم وجود خلافات مذهبية بين دول المنطقة لدق أسافين حروب وإشعال أزمات.
وقال محمد محسن أبو النور: إن الأيام المقبلة ستحمل الكثير من المفاجآت لإيران قد تكون نواة لثورة كبرى تقتلع هذا النظام من جذوره.
ويرى أبو النور أن هناك أوهاما تتملك النظام الإيراني، منها الهيمنة على منطقة الخليج، لذلك زرعت عملاءها في المنطقة مثل ميليشيا حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن، فضلا عن تدخلها السافر في شؤون دول عربية أخرى.
#المشرق العربي#
وأشار أبو النور إلى أن دول المشرق العربي «سوريا ولبنان والعراق» تعد الإستراتيجية المثلى الأكثر ديمومة لصناع السياسات العليا بدوائر اتخاذ القرار في إيران، لاسيما مع المشتركات العديدة وأهمها ما يدعون أنه «ممانعة ضد إسرائيل»، لذلك التواجد الإيراني اتسم بالبراجماتية الشديدة؛ لأنها شبكت علاقات مع نظام بعثي في دمشق ونظام ديني في العراق في مرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين.
في المقابل، قال أستاذ الدراسات الإيرانية د.محمد السعيد عبدالمؤمن: «إن مصر وعدد من الدول العربية من بينها السعودية قادرون على التعامل باحترافية مع إيران وإجبارها على الكف عن التدخل في تصدير مبادئ الثورة من خلال الحرس الثوري وميليشياته».
يشار إلى أن حسن روحاني زعم أمس أن الاتفاق يعد إنجازا دبلوماسيا بارزا لا يمكن لأحد تقويضه بهذه البساطة، مدعيا في ذات الوقت أن محاولة ترامب لفعل ذلك لن تتسبب سوى في عزل الولايات المتحدة على المستوى الدولي.
وتحمل ادعاءات روحاني ردا واهيا على تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق إذا لم يتم تعديل ما وصفه بـ«العيوب الكارثية» في الاتفاق، بجانب فرضه عقوبات جديدة على 14 كيانا ورئيس قضاء النظام المدعو صادق لاريجاني لانتهاكهم حقوق الإنسان.
وقال ترامب الجمعة: إن الاتفاق يجب أن يضع المزيد من الضمانات لعدم قيام إيران بتطوير أسلحة نووية، وقال أيضا: إن هذه آخر مرة سيوافق فيها على رفع العقوبات، وإنه فعل ذلك فقط من أجل التوصل إلى اتفاق مع حلفائه الأوروبيين حول إصلاح عيوب الاتفاق.
تظاهرة في باريس تضامنا مع معتقلي سجون خامنئي (المعارضة)
ووقفة احتجاجية أخرى في نيويورك ضد قمع المتظاهرين (المعارضة)
والعاصمة البريطانية تشهد تظاهرات تدعو لدعم الشعب الإيراني (رويترز)
