عندما كنت أعلق على نهائيات كأس العالم 98 في فرنسا، لفتت نظري إحدى الحافلات وهي تقف بجانب رصيف شارع الشانزليزيه الفرنسي الشهير، لم تكن الحافلة تقل سياحًا، ولا طلاب مدرسة في رحلة مدرسية، بل كانت تحمل رجالًا ونساء من ذوي الاحتياجات الخاصة شديدي الإعاقة، ومن بين هؤلاء شاهدت رجلًا على عجلة ثلاثية يحركها بلسانه لأنه مصاب بشلل رباعي، منظر هزني في حينه، لأنه جسد معنى الإرادة والتصميم والتمسك بحق الحياة مهما كانت الظروف الصحية للإنسان، ولقد كتبت في حينه مقالًا وصفت فيه ما رأيت.
اليوم تعود قصة الإرادة والكفاح، وهذه المرة لطفلة سعودية هي «لجين الثقفي» المصابة بشلل رباعي يمنعها من الحركة والنطق، وموقع العربية نت الذي سلط الضوء على حالتها، أظهر القوة الحديدية والإرادة الصلبة لهذه الطفلة التي لم تيأس ولم تكتئب أو تستسلم لحالتها، بل صنعت لنفسها أسلوبًا فريدًا لتكسر به عزلتها.
هذه الطفلة الفولاذية الإرادة ذات الـ 12 سنة، تعلمت الكتابة على جهاز الآيباد مستخدمة أنفها وذقنها، فكسرت عزلتها، واستفادت من وسائل التواصل الاجتماعي لتفتح لها نوافذ الأمل، ولتكون جزءا من هذه الحياة، وقدوة لما تعنيه الإرادة.
يا جميلتي.. يا زهرة البساتين.. يا روح الأمل.. يا شمعة الإحساس التي لا تنطفئ.. يا لجين.. هل تعرفين كم أنت عظيمة.. كم أنت قدوة ونموذج للإيمان المطلق بقضاء الله وقدره.. هل تعرفين يا حلوة الحلوات ويا أميرة الأميرات أن ابتسامتك أحرجت الكبار قبل الصغار، لأنك وببساطة كنت النور الذي بدد الظلام والأمل الذي قضى على الألم والابتسامة التي مسحت كل دموع محبينك.
لقد انتصرت في حياتك وتجاوزت أخطر وأصعب المراحل التي كانت ستشكل عقبة لك ولأسرتك، وبإذن الله سيكون القادم أجمل، غدًا أكمل عن هذه البطلة.. ولكم تحياتي.