الإدارة الأمريكية ليست وحدها المؤيدة والداعمة لتظاهرات الثوار الإيرانيين ضد المرشد وأعوانه، وقد تضررت من مغامراته الطائشة داخل ايران وخارجها، فقد شاطرها العالم بأسره في نهجها المؤيد والداعم للاحتجاجات الصاخبة التي عمت سائر المدن والمحافظات الايرانية المطالبة برحيل النظام وانتزاع حرية الايرانيين من براثنه، وقد شهدت معظم العواصم الأوروبية والعديد من عواصم الشرق والغرب مسيرات مؤيدة وداعمة لانتفاض الشعب الايراني ضد طغاته وجلاديه.
الكونجرس الأمريكي بقراره الداعم للانتفاضة الشعبية في ايران لا يغرد وحده خارج السرب، فقد ضج العالم بأسره من ممارسات النظام الايراني الجائرة ضد شعبه وضد شعوب دول المنطقة وضد سائر دول المعمورة من خلال اضطهاده وظلمه وجبروته لأبناء ايران، حيث عمليات القتل والاعتقال والتعذيب وممارسة شتى أساليب القمع ومن خلال تبديده ثروات إيران الطائلة لدعم الميليشيات الإرهابية في اليمن وجنوب لبنان والعراق وسوريا وغيرها من المنظمات الاجرامية التي مازالت تعيث فسادا وخرابا وتدميرا في الأرض، ومن خلال مضيه عن سابق اصرار وترصد لتحديث وتطوير أسلحته التدميرية الشاملة ليهدد بها جيران ايران وسائر دول العالم دون استثناء.
الدعم الأمريكي للتظاهرات الاحتجاجية التي تتصاعد وتيرتها في الشوارع الايرانية لا يمثل الدعم الوحيد، فدول العالم كلها تئن من ممارسات النظام الايراني ومغامراته غير المحسوبة داخل ايران وخارجها، ويقضي الوضع المتفجر في ايران تدخلا دوليا لادانة الانتهاكات الخطيرة التي يمارسها النظام الفاشي ضد حقوق الانسان وضد القرارات الأممية ذات الصلة بتجاوزاته واعتداءاته، ويقضي الوضع من جانب آخر بفرض عقوبات دولية جديدة لردعه عن المضي في سياساته القمعية الموغلة في الأخطاء لتهديد وزعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة.
والوعود الكاذبة التي يطلقها روحاني للنظر في استحقاقات المتظاهرين ومطالبهم المشروعة لن تنطلي عليهم فهي وعود غارقة في الكذب، ولا سبيل لإنهاء أزمتهم الطاحنة مع النظام الا باسقاطه والتخلص منه بشكل جذري وحاسم فهو خيار شعبي لا مناص من تحقيقه، فما ادعاه النظام بأن الانتفاضة الشعبية ضده هي أعمال شيطانية جاءت بتحريضات خارجية لا يمثل الا كذبة جديدة من أكاذيبه وأراجيفه المضللة، لذر الرماد في العيون وخلط الأوراق وطمس الحقائق أمام الشعب الايراني المصمم على انهاء معاناته الطويلة مع نظام حان الوقت لاسقاطه في مزبلة التاريخ.
الطغاة في العالم مصيرهم الى الزوال والسقوط وهذه حقيقة دامغة يحدثنا عنها التاريخ قديمه ووسيطه وحديثه، وها هي الوقائع على الأرض اذا استقرأها الانسان بكل تفاصيلها وجزئياتها فانه سوف يكتشف دون مشقة أو عناء بأن أولئك الطغاة سقطوا بأيدي شعوبهم، وها هي صورة من صور الطغيان تتكرر في العصر الحديث من خلال مرشد إيران وزبانيته الذين أذاقوا الشعب الايراني الأمرين من التعذيب والاضطهاد وألوان الظلم والتعسف، وحان الوقت لكتابة نهايتهم الحتمية والوشيكة على يد المناضلين والثوار من أبناء الشعب الايراني الحر.