يرى خبير العلاقات الدولية د. أيمن سمير في تصريحات لـ«اليوم» أن طهران تفقد صوابها في هذه المرحلة الراهنة، ويطلق مسؤولوها العنان لتصريحات جوفاء تفتقد الكياسة والخبرة السياسية، كما تحمل أيضا عنجهية وغطرسة تعكس الارتباك، الذي يعاني منه نظام الملالي، مشددا على أن تصريحات رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، التي قال فيها إن بلاده قد تعيد النظر في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا لم تحترم الولايات المتحدة التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية في العام 2015 هي خطوة استباقية لمحاولة جذب أنظار العالم ودغدغة مشاعر مسؤولي عدد من الدول المؤيدة لها من أجل التضامن معها. لافتا إلى أن عددا من مقاطع الفيديو التي تم تسريبها للمتظاهرين تعكس غليان الشارع الإيراني في وقت ينفق فيه مسؤولو بلدهم ببذخ على ميليشيا «حزب الله» في لبنان وميليشيا الحوثي باليمن، فضلا عن دعم الحرس الثوري لتنفيذ مخططات الاغتيالات والتصفيات ضد كل مَنْ يعارض النظام الإيراني الدموي.
وأوضح خبير العلاقات الدولية أن تهديدات رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي للمدير العام للوكالة الدولية يوكيا أمانو بأنه إذا لم تنفذ الولايات المتحدة التزاماتها بموجب (الاتفاق النووي) فسوف تتخذ إيران قرارات قد تؤثر على تعاونها الحالي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي تهديدات فارغة من أي مضمون وليست جديدة عليها.
وقال سمير: إن ما يؤكد الرعب الذي تعيشه طهران هو تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، التي يطالب فيها المجتمع الدولي بالاستعداد لانسحاب أمريكي محتمل من الاتفاق النووي مع إيران وبأن المجتمع الدولي سيكون الخاسر الأكبر وأن المنطقة لن تكون «أكثر أمنا». كما انتقد خبير العلاقات الدولية ما ذكره المتحدث باسم وزارة خارجية إيران بهرام قاسمي بأن انسحاب الولايات المتحدة سيستدعي ردا مناسبا وقويا وأن الإدارة الأمريكية ستندم بالتأكيد على ذلك، مشيرا إلى أن إيران تملأ العالم ضجيجا بتصريحات عنترية ثم تلوذ بالصمت في حال شعرت بحماقة هذه التصريحات.
